[ذكر بعض قواعد المعتزلة والجواب عليها]
  القاعدة الثانية: مشاركة ذاته تعالى لسائر الذوات في الذاتية وأنه يصح العلم بها على انفرادها وأنه تعالى لا يفارق ما عداه من الذوات إلا بمزية خاصة له لا هي هو ولا غيره ولا شيء ولا لا شيء.
  القاعدة الثالثة: إثبات صفات وأحكام للذوات كلها شاهداً وغائباً أحوالاً زائدة عليها أو مزايا زائدة عليها لاختلاف اصطلاحهم في ذلك وليست هي الذوات ولا غيرها ولم يفرقوا بين الباري تعالى وبين خلقه فيها إلا بأن المخلوق أوجب له هذه الصفات وأثر فيها معاني(١) حالة في المخلوق بخلاف الباري تعالى فإن الموجب لصفاته بزعم بعضهم ذاته تعالى وبعضهم الصفة الأخص كما قد تكرر ذكره.
  القاعدة الرابعة: إثبات التأثير للعلل الميتة في هذه الصفات والأحكام كما سبق ذكره في فصل المؤثرات.
  القاعدة الخامسة: قياسهم للباري جل وعلا على الجواهر في استحقاقه هذه الصفات بزعمهم وكل هذا وهم وخرص وخروج عن حد العقل والسمع ولغة العرب ودين النبي ÷ وأئمة الهدى من بعده كما ستعرف ذلك إن شاء الله تعالى.
  أما القاعدة الأولى فمذهب أهل البيت $ خلاف مذهب المعتزلة وهو أن الله سبحانه مُذَوِّت الذوات أي: جاعلها ذواتاً أي: خلقها وأوجدها بعد أن لم تكن شيئاً، وأن ذوات العالم هي أجسامه وصفاتها هي أعراضها، وأنه لا يصح العلم بانفراد ذوات العالم عن الأعراض ولا العلم بانفراد الأعراض عن ذوات العالم، وأنه لا دليل في العقل ولا في السمع يدل على أن شيئاً سوى الله تعالى ليس بجسم أو صفة جسم لا توجد منفردة عن محل وأن بقاء العالم كائن باختيار الله
(١) كذا في الأصل. وفي نسخة (ب): معانٍ.