شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في ذكر ما قيل في صفاته تعالى

صفحة 366 - الجزء 1

  سبحانه لا لأمر أثر فيه.

  والدليل على صحة مذهب أهل البيت $ وبطلان مذهب المعتزلة في هذه القاعدة وخروجها عما ذكرنا مع ما تقدم هو: أنها مجرد دعوى مبدعة وتسمية مخترعة مجهولة غير معقولة حيث ادعوا ثبوتها في العدم لا وجودها ولم يقل بها أحد قبلهم لا من الأنبياء $ ولا أئمة أهل البيت $ ولا غيرهم من المتقدمين، وكل مُبدَع في الدين كذلك باطل.

  وأيضاً أجمع المسلمون على أن الله تعالى صانع للعالم فلا يخلو إما أن يكون صنعه هو ذوات العالم أو صفاته أو هو الذوات والصفات معاً.

  فإن قالوا: صنعه هو الذوات بطل قولهم بثبوتها فيما لم يزل.

  وإن قالوا: إن صنعه هو الصفة التي هي الوجود وتوابعه بطل إقرارهم بأن الباري صانع للعالم؛ لأن ذوات العالم هي العالم بإجماعهم فإذا لم يكن صانعاً للذوات بمعنى أنه جعلها ذواتاً فليس بصانع للعالم، ولزم أن يكون العالم قديماً وهو محال.

  وإن قالوا: إنه صانع للذوات والصفات خرجوا من مذهبهم.

  وأيضاً القول بثبوت مقدورات الباري فيما لم يزل وإنه لا تأثير له في كونها ذواتاً يؤدي إلى القول بتعجيزه عن خلق العالم، والقول بأنه سبحانه لا يعلم الإيجاد فيما لم يزل يؤدي إلى القول بأنه سبحانه جاهل بتأثيره قبل أن يؤثر فيه ويؤدي ذلك إلى تكذيب أخبار الله سبحانه قبل أن يوجد آدم # بأنه يوجده لأنه سبحانه أخبر عما سيكون ولم يخبر عن الذات الثابتة فيما لم يزل وكل قول يؤدي إلى ذلك فهو باطل.

  وأيضاً فإنه يستحيل بإجماعهم وجود ذوات العالم فيما لم يزل فيجب أن يستحيل ثبوتها فيما لم يزل لعدم الفرق بين الثبوت والوجود في لغة العرب.

  وأيضاً قد أخبر الله في كتابه بأنه الأول وثبت بأدلة العقل أنه ثابت فيما لم يزل