شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المقدمة]

صفحة 39 - الجزء 1

  فإنه لما كان كتاب الأساس الذي ألفه مولانا أمير المؤمنين، المنصور بالله رب العالمين، أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن محمد - قدس الله روحه ونور ضريحه آمين - من أجل الكتب المصنفة في أصول الدين، وأعظمها نفعاً للمبتدئين والمنتهين؛ لما ضمَّنه # من علوم أهل البيت المطهرين، التي كانت قد رفضت ودَرَسَت منذ زمان وحين، واستغني عنها بكتب محدثة للمعتزلة ومن تبعهم من المتأخرين، مع ما فيها من المغالط والمداحض لمن لم يتثبت فيها بأقوال الأئمة الهادين، وحجج ذوي الألباب المنيرة للمستبصرين، غير الغالين، وكان هذا الكتاب المبارك قد انتفع به أكثر أهل زمانه # واعتمده - لبركته وسهولته وقرب مناله - الخاصُّ والعام وكان كثير من العلماء - كثرهم الله تعالى - قد سأل الإمام # أن يشرحه فلم يساعده تقلب الزمان، وعوارض الحدثان، ومقاسات بني الدنيا، وقمع المفسدين والأعداء، وإصلاح الأمور، وتدبير الجمهور، مع أنه # كان قد هم بذلك وشرع في جمع أوراق في أوله يسيرة، وممن سأله في ذلك القاضي الأفضل العلامة جمال الدين علي⁣(⁣١) بن الحسين بن محمد المسوري أيده الله تعالى وقال في معنى ذلك:

  ماذا أقول وقد بلغتَ إلى مدى ... عنه يقصر من تأزر وارتدى

  حزت المفاخر والمحامد عن يدٍ ... وسموت في أفق المكارم مقصدا


(١) علي بن الحسين بن محمد بن علي بن محمد بن غانم المسوري، القاضي جمال الدين، العلامة. رحل إلى صنعاء وقرأ بها، وحقق في جميع العلوم، وله من الإمام القاسم بن محمد إجازة عامة، وأجل تلامذته السيد إبراهيم بن يحيى بن الهدى، والقاضي أحمد بن سعد الدين. قال القاضي: هو القاضي العلامة، بحر العلوم الطامي، وجبل الحلوم السامي، صاحب العبادة والزهادة وخلوص الطوية، وكان حليف القرآن رطب اللسان به لا يزال مواجهاً للقبلة، وكان له في الشعر قدم راسخة. توفي | بمدينة صبيا من المخلاف السليماني، في الثاني عشر من ذي القعدة من عام أربع وثلاثين وألف، وهو متوجه لفريضة حج بيت الله الحرام، وقبره عند المسجد المعروف بمسجد السيد عقيل. (طبقات الزيدية باختصار).