شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المقدمة]

صفحة 38 - الجزء 1

  من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»، وقوله ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا وأبوهما خير منهما»، وقوله ÷: «كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما».

  وأشهد أن أمهما الزكية، والسلالة المرضية، سيدة النساء، وخامسة أهل الكساء، صلوات الله عليها وسلامه لقوله ÷ فيها: [«مريم سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء العالمين»]⁣(⁣١).

  وأشهد أن الإمامة بعد [(⁣٢) الحسن والحسين @ محصورة في من طاب وزكا من ذريتهما، وكان على صفتهما، وسار بسيرتهما، واهتدى بهديهما، وأن طريق إمامته أن يشهر سيفه، وينصب رايته، ويدعو الناس إلى نصرته، والجهاد بين يديه، ويُباين الظالمين ويجاهدهم، ويقرب المؤمنين ويدنيهم، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يُحب لله ويُبغض لله، لا تأخذه في الله لومة لائم.

  وأشهد أن الله سبحانه اصطفاهم لذلك، واختصهم لما هنالك، وجعلهم حماة دينه، وحفاظ شريعته، وحججه على خلقه؛ لقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ...} الآية [فاطر: ٣٢]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}⁣[الأحزاب]، وقوله ÷: «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله»، وصلوات⁣(⁣٣) الله عليهم وسلامه، ورحمته الدائمة العظمى وإكرامه.

  أما بعد:


(١) ما بين المعقوفين مطموس في الأصل، وما أثبتناه من (ب).

(٢) من هنا ساقط من الأصل إلى قوله: «يكون باللسان والجنان والأركان». وما أثبتناه من (ب).

(٣) كذا في (ب)، ولعل العبارة: «فصلوات». والله أعلم.