شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 394 - الجزء 1

  تعالى) عن ذلك (جسم) وأفرط هشام بن الحكم والجواليقي في التجسيم⁣(⁣١) وفي الوصف بالأعضاء والجوارح تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

  وروي عن بعضهم أنه يقول: إنه تعالى شاب أبيض أمرد جعد في رجليه نعلان من ذهب وأنه في روضة خضراء على سرير تحمله الملائكة، وأنه يضع رجلاً على رجل ويستلقي وهي جلسته تعالى الله عما يقول الكافرون علواً كبيراً.

  وقالت الكرامية من فرق المجبرة: إنه تعالى جسم لا كالأجسام أي: قائم بنفسه لا يفتقر في وجوده إلى محل كالأعراض.

  وقريب من مذهبهم مذهب الكلابية حيث أثبتوا له تعالى يداً وجنباً وعيناً ونحو ذلك، وقالوا: هي صفات لا جوارح على التحقيق.

  وأما أهل الوقف وهم الذين يقولون: نقف على معاني ما جاء في القرآن من المتشابه


(١) في البحار للمجلسي ٣/ ٣٠٥ عن عبدالملك بن هشام الخياط قال: قلت لأبي الحسن الرضا #: أسالك جعلني الله فداك ... إلى قوله: فقلت: جعلت فداك، زعم هشام بن سالم أن الله ø صورة، وأن آدم خلق على مثال الرب فنصف هذا ونصف هذا، وأومأت إلى جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس وهشام بن الحكم: أن الله شيء لا كالأشياء، وزعما أن إثبات الشيء أن يقال: جسم فهو جسم لا كالأجسام ... إلخ. وفي التوحيد للصدوق ١٦/ ٧: عن يعقوب بن السراج قال: قلت لأبي عبدالله #: إن بعض أصحابنا يزعم أن الله صورة مثل صورة الإنسان، وقال آخر في صورة أمرد جعد قطط؟ فخَرَّ أبو عبدالله ساجداً ثم رفع رأسه فقال: سبحان الله الذي ليس كمثله شيء. وفي أمالي الصدوق ١/ ٣٥١: عن الصقر بن ذلف قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا # عن التوحيد وقلت له: إني أقول بقول هشام بن الحكم فغضب # ثم قال: ما لكم ولقول هشام؟! إنه ليس منا من زعم أن الله جسم. وفي البحار ٣/ ٣٠٨ عن البزنطي عن الرضا # قال: قال لي: يا أحمد، ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك، قلنا نحن بالصورة للحديث الذي أن رسول الله رأى ربه في صورة شاب، فقال هشام بن الحكم بالنفي بالجسم ... إلخ، ثم قال المجلسي: بيان بالنفي أي: نفي الصورة مع القول بالجسم. انتهى. إلى غير ذلك من رواياتهم وهي كثيرة، ويظهر منها ذكر أقوال الهشامين وأصحابهما عند الصادق والكاظم والرضا $ ومن بعدهما أي: في حياة الهشامين وبعد موتهما، فلا تصح دعوى البعض رجوعهما عن هذه الأقوال.