[معنى الكرسي في حق الله]
  ولا تَكَرَّسَ عِلْمُ الغيبِ مخلوقُ
  أي: ما تعلَّم. وقال غيره) أي: غير أبي ذؤيب:
  (تحف بهم بيض الوجوه وعصبة ... كراسيُّ بالأحداث حين تنوب
  أي: أهل كراسي، أي: أهل علوم) أي: علماء بتدبير الأحداث وتصريفها حين تنوب أي: تلمم بمن نزلت به.
  قال في الضياء: ومنه قيل للعلماء كراسي، واستشهد بهذا البيت.
  (ومنه) أي: ومن أجل أن الكرسي في أصل اللغة العلم (قيل للصحيفة التي) كتب (فيها العلم: كراسة).
  قال صاحب البلغة: وروي عن جعفر بن محمد @ عن آبائه رضوان الله عليهم في تأويل قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ}.وسع علمه السماوات والأرض قال: وهو الأظهر والأولى.
  وقال القاسم بن إبراهيم # في كتاب صفة العرش والكرسي وقد سأله ابنه الحسين(١) بن القاسم # عن ذلك فقال: «وبعد نفعني الله ونفعك بما أسمعني من البيان وأسمعك جواب مسألتك عن تأويل ما ذكر الله من كرسيه وعرشه فما تأويل ذلك عند من يؤمن بالله إلا كتأويل قبضته وبطشه وما ذلك كله وفرع ذلك وأصله إلا ملكه واقتهاره وسلطانه واقتداره الذي لا شرك لأحد فيه ولا ملك ولا سلطان لسواه عليه.
  ألا تسمع كيف يقول سبحانه: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ...} الآية، وتأويل يؤوده هو يثقله فهو لا يثقله حفظ ما هو من السماوات
(١) الإمام الكبير أبو الإمام وابن الإمام الحسين بن ترجمان آل الرسول القاسم بن إبراهيم #، هو والد إمام اليمن المحيي للفرائض والسنن، وكان الحسين يعرف بالعالم والحافظ وحيد في أهل بيته وإخوته الكرام بدور الإسلام. (مطلع البدور باختصار). وقال في الجداول عند ذكره: أحد قدماء العترة، توفي | في أواخر الثلاث المائة.