(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره
  وبينها؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن بينكم وبينها مسيرة خمسين ومائة عام، وبينها وبين السماء الأخرى مثل ذلك حتى عد سبع سماوات، وغلظ كل سماء مسيرة خمسين ومائة سنة».
  ثم قال: «هل تدرون ما هذه التي تحتكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم.
  قال: «فإنها الأرض وبينها وبين الأرض الأخرى خمسين ومائة سنة حتى عد سبع أرضين وغلظ كل أرض مسيرة خمسين ومائة سنة.
  قلت: يفهم من هذا أن الأرضين طباقاً أرض فوق أرض، وقد صرح بهذا المرتضى # في الإيضاح، والقاسم بن إبراهيم #.
  ثم قال: والذي نفس محمد بيده لودَّ أحدكم حتى يصير إلى الأرض السابعة السفلى لكان الله ø معه ثم تلا هذه الآية: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ٣}[الحديد]».
  وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~: «لو أن ملكاً من ملائكة الله ø الذين عظم الله خلقهم هبط إلى الأرض لما وسعته لأن الله جعل السماوات أوسع من الأرض، والسماء العليا من السماوات أوسع من السماء السفلى لأن السماء العليا مشتملة عليها».
  فانظر إلى هذه السماوات والأرضين ما أوسعها وأعظمها وسأصغرهما لك الآن في عظمته سبحانه حتى تعلم علماً يقيناً أنه لا شيء أعظم من الله ø.
  قال الله في الأرض والسماء: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[الزمر: ٦٧]، فمثل الله صغر الأرض في عظمته وقدرته كالقبضة في الكف، وكذلك قال: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[الزمر: ٦٧]، فكان هذان مَثَلين من أمثال الله ø يحكيان عن عظم الله تبارك وتعالى وصغر الأشياء كلها في عظم سعته واقتداره» انتهى كلامه #.
  وقال # في كتاب العرش والكرسي: الكرسي، والعرش، والقبضة، والنظر، والإتيان، والمجيء، والكتاب، والصراط، والميزان، والكشف عن ساق، واليدان،