(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره
  عبدالرزاق(١) بسنده إلى جابر(٢) بن عبدالله ¥ أنه قال: يا رسول الله أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ قال: «يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي» إلى آخر الحديث.
  ومثل هذا ذكر صاحب الصراط المستقيم حيث قال: عن النبي ÷: «أول ما خلق الله نوري ونور علي».
  قلت: إن صحت هذه الرواية فالمراد أن نوره ÷ أول مخلوق بعد خلق الهواء والله أعلم.
  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (#: يجوز أن يكون) أي: اللوح على حقيقته خلقه الله (لتعليم الملائكة $.) وأمرهم بما يقضيه الله سبحانه في خلقه ويدبره فيهم من قبض وبسط وحياة وموت وغير ذلك.
  (قلنا) في الجواب عليه: (لا دليل) على ذلك، (ولا وثوق برواية الحشوية) حيث لم يروه غيرهم من الثقات.
  (وإن سلم) ثبوت هذه الرواية وأن الله سبحانه خلق اللوح لتعليم الملائكة
(١) عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم، أبو بكر الصنعاني: من حفاظ الحديث الثقات، من أهل صنعاء. كان يحفظ نحواً من سبعة عشر ألف حديث. له (الجامع الكبير) في الحديث، قال الذهبي: وهو خزانة علم، وكتاب في (تفسير القرآن - خ) و (المصنف في الحديث - ط) ويقال له الجامع الكبير. [مولده ووفاته] ١٢٦ - ٢١١ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار). وقال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في لوامع الأنوار: هو من ثقات محدثي الشيعة.
(٢) أبو عبدالله جابر بن عبدالله بن حرام (بمهملتين، فألف، فميم) الأنصاري الخزرجي، الغازي مع رسول الله ÷ بضع عشرة غزوة غير بدر، وأَحَدُ سادات الصحابة، المخلصين في ولاية الوصي والقرابة À المتوفى بالمدينة المشرفة، في عشر الثمانين، عن أربع وتسعين سنة، وهو آخر الصحابة موتاً بالمدينة المشرفة - رضوان الله عليه -. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).