شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في تنزيهه تعالى عن مشابهة غيره

صفحة 430 - الجزء 1

  $ بما يأمرهم به (فمعارض) أي: فذلك معارض (برواية الهادي # عنه ÷: «إن الله سبحانه يلقي ما يريد من وحيه إلى الملك، ثم يلقيه الملك إلى الذي تحته» أو كما قال) أي: هذا لفظ الحديث أو مثل لفظه.

  قال الهادي # في مجموعه: وسألت أكرمك الله وحفظك، وأعانك على طاعته ووفقك، فقلت: كيف يأخذ جبريل # الوحي عن الله، وكيف يعلمه؟ وكيف السبيل فيه من الله حتى يفهمه؟

  واعلم هداك الله أن القول فيه عندنا: كما قد روي عن رسول الله ÷، أنَّه سأل جبريل عن ذلك، فقال: «آخذه من ملك فوقي، ويأخذه الملك من ملك فوقه، فقال: كيف يأخذه ذلك الملك ويعلمه؟ فقال جبريل: يلقى في قلبه إلقاء، ويلهمه الله إلهاماً»⁣(⁣١).

  وكذلك هو عندنا أنَّه يلهمه الملك الأعلى إلهاماً، فيكون ذلك الإلهام من الله إليه وحياً، كما ألهم تبارك وتعالى النحل ما تحتاج إليه، وعرَّفها سبيلها ... إلى آخر كلامه #.

  وكذلك رواه علي # عن النبي ÷ في جواب مسائل الشاكّ، وهو دليل على عدم إثبات اللوح على حقيقته.

  (فإن سلم التعادل) في الروايتين واستواء رواتهما (في العدالة) على بُعْدِه واستحالته، (فقولهم: هو) أي: اللوح (أول مخلوق) لله ø (يستلزم الغفلة) من الله سبحانه وتعالى؛ (إذ) خلقه الله سبحانه بزعمهم لرصد ما هو كائن إلى يوم القيامة قبل خلق الملائكة وغيرهم و (لا يحتاج إلى الرصد) أي: كتابة ما هو كائن (حتى يحضر الملائكة إلا ذو غفلة) ونسيان فيضبط ذلك


(١) رواه الإمام الهادي # في مجموعه، ورواه الإمام المهدي لدين الله محمد بن علي بن أحمد الهدوي الفوطي في كتاب البدر المنير حيث قال: على ما روى لنا آباؤنا عن النبي ÷ ... إلخ، ورواه الشرفي في مسائل الشاك في تفسيره المصابيح عن علي # عن النبي ÷.