شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر الأدلة على نفي الرؤية والجواب على من يقول بها]

صفحة 432 - الجزء 1

  قال #: (قلت: فالخلاف حينئذٍ) أي: حين إذ فسره الرازي بما ذكر إذا كان مرادهم ذلك (لفظي) أي: في اللفظ والعبارة والمعنى واحد، وهو أن الله سبحانه لا يُدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهْوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهْوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}⁣[الأنعام: ١٠٣].

  قال الإمام يحيى # في الشامل: واعلم أن التحقيق عندي أن الخلاف بيننا وبين المحققين من متأخري الأشعرية في هذه المسألة إنما هو من حيث اللفظ وأما المعنى فنحن متفقون عليه.

  قال: وبيانه أن الغزالي ذكر في كتابه الاقتصاد أن الرؤية عبارة عن تجلٍّ مخصوص لا تنكره العقول وهذا هو الذي نريد بالعلم، ونحن لا ننكره ولا نأباه.

  قال: وذكر ابن الخطيب في كتابه الأربعين: أن الأدلة العقلية في هذه المسألة غير معتمدة أصلاً وأنها ليست قوية وذكر في كتابه النهاية بعد تحريره للأدلة العقلية ثم حكى هو عن أصحابه أنهم قد حرروها على وجوه كثيرة وكلها ضعيفة.

  ثم قال في آخرها: ويقرب أن يكون الخلاف في هذه المسألة لفظياً.

  قال الإمام يحيى #: وأما المتقدمون من الأشعرية فقد أطلقوا القول بأن الله تعالى يرى بالأبصار في الآخرة، وأنه يراه المؤمنون دون غيرهم.

  قال: والدليل على إبطال قولهم أن الرائي بالحاسة لا يرى إلا ما كان مقابلاً أو في حكم المقابل.

  واحترزنا بقولنا: أو في حكم المقابل عن رؤية الإنسان وجهه في المرآة فإنه وإن لم يكن مقابلاً فهو في حكم المقابل والله تعالى ليس مقابلاً ولا في حكمه فيستحيل أن يكون تعالى مرئياً.