شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الكلام على من أثبت الذوات في العدم

صفحة 485 - الجزء 1

  تعالى وقدرته بالمعدوم بمعنى أنه تعالى يعلم أنه سيوجد المعدوم على الصفة التي يوجده عليها وكذلك يقدر تعالى على اختراع المقدور المعدوم جسماً كان أو عرضاً وإيجاده من العدم المحض كما ذلك في حكم المعلوم بضرورة العقل مثل المشاهدات من السحاب والمطر والنبات والأشجار والحيوان وغير ذلك.

  ومما قاله في معنى هذا الإمام الواثق بالله المطهر⁣(⁣١) بن محمد بن المطهر بن يحيى المظلل بالغمام $ قصيدته المشهورة وهي:

  لا يستزلك أقوام بأقوال ... ملفقات حريات بإبطال

  لا ترتضي غير آل المصطفى وزراً ... فالآل حق وغير الآل كاللَّالِ

  فآية الود والتطهير أنزلتا ... فيهم كما قد روي من غير إشكال

  وهل أتى قد أتى فيهم فما لهم ... من الخلائق من ند وأشكال

  وهم سفينة نوح كل من حملت ... أنجته من أُزْلٍ أهواءٍ وأهوال

  والمصطفى قال إن العلم في عقبي ... فاطلبه ثَمّ وخل الناصب القالي

  لم يثبتوا صفة للذات زائدة ... ولا قضوا باقتضا حال لأحوال

  ولا قضوا بثبوت الذات في أزل ... وليس لله إلا صنعه الحالي

  دانوا بأن إله العرش ذَوَّتَها ... بلا احتذاءٍ على حدٍّ وتمثال

  لو كانت الذات ذاتاً قبل يوجدها ... لكان كل محل سابقاً تالي

  ما كان يخطر هذا من ركاكته ... للمصطفى صفوة الباري على بالي

  ولا علي ولا ابنيه وزوجته ... فقولهم من أباطيل الهذا⁣(⁣٢) خالي


(١) الإمام الواثق بالله المطهر بن الإمام المهدي محمد بن المطهر، وكان من علماء العترة الزكية، وهو صاحب الأبيات الفخرية وكان في أيام المؤيد بالله يحيى بن حمزة، وتخلى عن الإمامة في عصر الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد. وفاته سنة اثنتين وثمانمائة عن تسع وتسعين سنة، وله الرسالة المشهورة المتضمنة لأنواع العلوم المسماة: بالدر المنظوم. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) قال في هامش الأصل: أظنه الهراء.