(فصل): فيما يجوز إطلاقه على الله سبحانه من الأسماء وما لا يجوز
  الخبر المأثور عن النبي ÷ أنه قال: «ما أصاب أحدكم هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبديك ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله حزنه وهمه وأنزل مكانه فرحاً»(١) حكى هذا الإمام يحيى # في الشامل.
  قال: والمختار أن أسماء الله وصفاته زائدة على تسعة وتسعين لأمرين:
  أما أولاً: فلأنه قد ورد في القرآن ما ليس مذكوراً في رواية أبي هريرة من الصفات المفردة كقوله تعالى: المولى والنصير والغالب والقريب والرب والناصر، ومن الأسماء المضافة كقوله تعالى: شديد العقاب، غافر الذنب، قابل التوب، مولج الليل في النهار، ومخرج الحي من الميت ... إلى غير ذلك.
  وأما ثانياً فلما ورد في الخبر المتقدم.
  قلت: وكلامه # هو الحق.
  واختلف أهل علم الكلام في إطلاق كل اسم تضمن مدحاً عليه تعالى بغير إذن شرعي:
  فقال (الجمهور) منهم: يجوز ذلك (ولا يفتقر شيء) من أسمائه تعالى (إلى) إذن (السمع إلا المجاز) أي: إلا ما كان اسماً له تعالى على طريق المجاز لإيهامه الخطأ، وأما الحقيقة فيجوز إطلاقها على الله تعالى مهما تضمنت مدحاً من غير إذن الشرع حتى لو قدرنا أنه لم يرد سمع بإطلاق لفظ القادر والعالم ونحوهما
(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن ابن مسعود، وكذلك المرشد بالله # في الأمالي، ورواه الحاكم في المستدرك، وأحمد بن حنبل في مسنده، وابن أبي شيبة في مصنفه، والطبراني في الكبير، والثعالبي في تفسيره، وأبو يعلى في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والبزار في مسنده، والحارث في مسنده، والبيهقي في القضاء والقدر، وغيرهم.