(فصل): فيما يجوز إطلاقه على الله سبحانه من الأسماء وما لا يجوز
  وعن ابن مالك(١) أنه اسم دال على الإله الحق دلالة جامعة لمعاني أسماء الله تعالى الحسنى كلها ما علم منها وما لم يعلم.
  وقال أبو القاسم البلخي وغيره: بل هو مشتق وأصله إلاه فحذفت الهمزة وعوض عنها الألف واللام وأدغمت إحدى اللامين في الأخرى.
  وقيل: أصله الإله فنقلت حركة الهمزة إلى اللام قبلها وحذفت وأدغمت إحدى اللامين في الخرى ثم فخم إذا كان قبله ضم أو فتح، ورقق إذا كان قبله كسر.
  واختلفوا مم اشتق فقيل: هو مشتق من الوله وهو التحير في الشيء، قال الشاعر:
  وبَيْدَاء تَيْهٍ تأله العين وسطها ... ......................
  فلما كانت العقول تتحير في كنه صفته تعالى سمي إلهاً.
  وقيل: هو مشتق من ألِهْتُ إلى فلان أي: سكنت إليه فلما كان الخلق يسكنون إليه وتطمئن القلوب بذكره سمي إلهاً.
  وقيل: اشتق من لاه أي: احتجب تقول العرب: لاهت العروس تلوه لوهاً أي: احتجبت فلما كان الله تعالى محتجبًا عن الأبصار بمعنى أنها لا تراه سمي إلهاً.
  وقيل: هو مأخوذ من قول العرب: ألهت بالمكان أي: أقمت به، قال الشاعر:
  أَلِهْنَا بدار ما تبيد رسومها ... ......................
  فلما كان الله تعالى يبقى على الدوام ولا يعتريه الفناء سمي إلهاً.
(١) محمد بن عبد الله: ابن مالك الطائي الجياني، أبو عبد الله، جمال الدين: أحد الائمة في علوم العربية. ولد في جيان (بالأندلس) [سنة] ٦٠٠ هـ وانتقل إلى دمشق فتوفي فيها [سنة] ٦٧٢ هـ. أشهر كتبه (الالفية - ط) في النحو. (الأعلام للزركلي باختصار).