باب الاسم والصفة
  غيره تعظيماً له بل يعرف بذكره ويذكر غيره ولهذا قال تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}[التوبة: ٦٢]، فرد الكناية إليه وحده دون الرسول فاعرف ذلك. انتهى
  قلت: ولهذا أنكر ابن عباس على الرجل الذي قال بين يديه: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى فنهاه عن ذلك وقال: قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى. رواه في أصول الأحكام.
  وروى عدي بن حاتم(١) أن رجلاً خطب عند رسول الله ÷ فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له رسول الله ÷: «بئس الخطيب أنت قل: ومن يعص الله ورسوله»(٢) قال ابن بهران(٣) هذه رواية مسلم ولأبي داود(٤) قريب منه وللنسائي(٥) كذلك.
(١) عدي بن حاتم الطائي، الجواد بن الجواد، قدم على رسول الله ÷ سنة تسع، فأكرمه وفرح بإسلامه، وشهد فتوح العراق وكسرى، وفتوح الشام، وشهد مع أمير المؤمنين # حروبه، وكان من خلّص أصحابه ومحبيه؛ ثم نزل الكوفة ومات سنة ثمان وستين، عن مائة وعشرين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٢) رواه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، وأبو داود في سننه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وابن حبان في صحيحه عن عدي بن حاتم.
(٣) محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يونس - الملقب بهران الصعدي، التميمي: هو الفقيه الأفضل العلامة بهاء المجالس، وعماد المدارس، له المؤلفات الفائقة منها: (الكافل) و (مختصر الشافي في العروض والقوافي)، و (شرح الأثمار)، و (تخريج البحر)، و (المعتمد). كان في بدء أمره يرتحل للتجارة، ودخل (الحبشة) وكثيراً من بلاد (اليمن) ملتزماً إذا وفد قرية فيها قراءة حضر معهم ولم يستقل قليلاً من العلم. توفي بصعدة سنة سبع وخمسين وسبعمائة. (الجواهر المضيئة في تراجم بعض رجال الزيدية باختصار).
(٤) سليمان بن الاشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني، أبو داود [مولده] (٢٠٢ هـ) إمام أهل الحديث في زمانه. أصله من سجستان. رحل رحلة كبيرة وتوفي بالبصرة (٢٧٥ هـ) له (السنن ط -) جزآن، وهو أحد الكتب الستة. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٥) هو أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب الخراساني، صنف كتاب الخصائص في فضائل الوصي ~ قال السيد صارم الدين (ع): خرج من مصر إلى دمشق، فسئل بها عن فضائل معاوية، فقال: لايرضى رأساً برأس حتى يتفضل؟! لا أعرف إلا حديث: «لاأشبع اللَّه بطنه». فداسوه =