باب الاسم والصفة
  مفيداً لها وتفهم هذه المعاني عند إطلاقه فكيف زعمتم أن الأعلام في وضعها غير مفيدة. انتهى.
  وأما لفظ واحد وأحد فإنه يستعمل في معان فقد يراد بهما واحد العدد وقد يراد بهما ما لا يقبل التجزي والانقسام، وهذان المعنيان مستحيلان في حقه تعالى.
  وقد يراد بهما المختص بصفات الكمال أو بعضها على حد يقل المشارك له كما يقال: فلان وحيد عصره، وهذا أيضاً مستحيل في حقه تعالى.
  وقد يراد بهما واحد القدم والإلهية المستحق للعبادة وهو المتفرد بصفات الكمال على حد يستحيل أن يشاركه فيها مشارك، وهذا المعنى هو الذي يجوز إطلاقه على الله سبحانه وتعالى، وإليه أشار الإمام # بقوله:
  (وواحد وأحد اسمان له تعالى بإزاء مدح إذ هما بمعنى المنفرد بصفات الإلهية) فلا يشاركه في الوحدانية بهذا المعنى شيء، (ولا يجوز أن يكونا) أي: واحد وأحد حال كونهما اسمين (له) جل وعلا (بمعنى أول العدد لعدم تضمنه) أي: تضمن هذا المعنى المذكور (المدح) له تعالى.
  ولا يجوز لله سبحانه من الأسماء إلا ما تضمن مدحاً.
  وأيضاً يلزم من ذلك التشبيه لاقتضائه التناهي والتحديد وذلك يستحيل على الله سبحانه وتعالى، قال في كتاب الباهر للبستي عن الناصر # ما لفظه: اختلفوا في الواحد هل هو من العدد أو لا؟
  فقال أهل الهندسة والحساب: أول العدد اثنان لأنه يحتمل التضعيف والتنصيف والواحد يقبل التضعيف ولا يقبل التنصيف وكذلك ما لا نهاية له لا عدد له لأنه لا يقبل لا التضعيف ولا التنصيف.
  وقال قوم: أول العدد الواحد لأنه منه يبدأ وعليه يثنى والجميع يتفقون على أنه تعالى واحد ليس من طريق العدد لأن ما يكون من طريق العدد يبدأ به ويضم جنسه ونوعه ومثله إليه فيعد وهو تعالى منفرد بذاته لا ثاني له فيعد معه ولا يذكر مع