شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في بيان الفرق بين صفات الذات وصفات الفعل

صفحة 560 - الجزء 1

  (وصفات الذات) أي: ذات الباري جل وعلا (نحو: قادر) أي: قادر وعالم وحي وسميع بصير وقديم ونحوها مما يوصف به ø في الأزل.

  وأما صفات الفعل فهي كما قال (المرتضى) محمد بن يحيى الهادي (#: وصفات الفعل) هي (ما يصح إثباتها) له تعالى (ونفيها) عنه سبحانه باعتبار حالين وذلك (نحو) قولنا: الله (خالق لخلقه) فهذه صفة إثبات وهو (تعالى غير خالق للمعاصي) وغير خالق في الأزل وهذا نفيها.

  فعلى هذا صفات الذات ما كان يوصف تعالى بها في الأزل، وصفات الفعل ما لا يوصف بها إلا بعد وجود المخلوق كخالق ورازق ومحيي ومميت.

  قال المرتضى لدين الله # في كتاب الشرح والبيان في جواب مسائل موسى بن هارون العوفي الإباضي ما لفظه: وسألت عن صفته سبحانه بالرحمن أمن صفات الذات أم من صفات الفعل؟ وهي من صفات الفعل، وسألت عن صفة حليم وكريم أمن صفات الذات أم من صفات الفعل؟ فحليم من صفات الفعل وكريم من صفات الذات، وسألت عن صفة مالك وهي من صفات الفعل.

  وقلت: أكان فيما لم يزل مالكاً أم غير مالك؟ ولو كان لم يزل مالكاً لوجب أنه لم يزل معه مملوكه ولو قلنا: إنه لم يزل معه ما يقع عليه اسم الملك لأفسدنا الأزلية وما صحت له سبحانه الواحدانية، ولكن نقول: لم يزل المالك ولا مملوك يوجد ولم يزل الخالق ولا مخلوق.

  وسألت عن صفة قاهر هل يكون فيما لم يزل قاهراً وقد يكثرون فيما لم يزل وليس هذا مما يقال في الله ø، والقاهر فمن صفات الفعل، وكذلك رقيب وحفيظ فهما أيضاً من صفات الفعل.

  ومن صفات الذات سميع وبصير وعالم وقادر وقوي وغني وعزيز وحكيم، والفرق يرحمك الله بين صفات الذات وصفات الأفعال بيّن موجود أن كل اسم دخله التضاد فهو من صفات الأفعال، وكل اسم لا يجوز فيه التضاد فهو من صفات الذات فهذا يبين لك صفات الذات من صفات الأفعال.