شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 561 - الجزء 1

  من ذلك تقول: عالم ولا يقدر قائل أن يقول: ولا يعلم، ويقول: حي ولا يقدر أن يقول: ليس بحي، ويقول: سميع ولا يقدر أن يقول: ليس بسميع، فهذه وما أشبهها صفات الذات.

  وصفات الأفعال أن تقول: يرزق ولا يرزق، ويعطي ولا يعطي، ويرحم ولا يرحم تريد يرحم المؤمنين ولا يرحم الفاسقين، فهذا وما أشبهه من صفات الأفعال. انتهى.

  قال #: (واختلف في مسألتين الأولى) منهما: (مالك ورب) فقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# وغيره: وهما صفة ذاتية) له تعالى (إذ هما بمعنى قادر).

  قالوا: وإنما كان مالك بمعنى قادر لأن المالك في اللغة هو من يملك التصرف التام من غير عجز ولا منع وهذا هو معنى القادر.

  قالوا: وأما رب فهو بمعنى مالك وقد ثبت أن مالك بمعنى قادر.

  وقال أبو القاسم (البلخي) وغيره وهو قول المرتضى #: (بل هما) أي: مالك ورب (صفة فعل؛ لأن الملك لا يكون إلا بعد وجود المملوك، والرب من التربية، ولا يكون إلا بعد وجود المربَّى) فعلى هذا لا يوصف تعالى عندهم بأنه تعالى مالك في الأزل ورب في الأزل والتربية القيام بمصالح الْمُربَّى ومؤنه.

  قال #: (والحق أنهما صفتا ذات) لكن (لا بمعنى قادر) كما ذكره الإمام المهدي # (إذ لا يدلان على معنى قادر مطابقة) أي: دلالة مطابقة وهي دلالة اللفظ على تمام ما وضع له (بل) إنما يدلان على معنى قادر (التزاماً) أي: دلالة التزام وهي: دلالة اللفظ على لازم ما وضع له (كعالم) فإنه يدل على فاعل المحكم مطابقة ويدل على قادر التزاماً؛ إذ من لازم الحكيم أن يكون قادراً.

  (ولا قائل) من أهل علم الكلام ولا من غيرهم (بأن عالماً بمعنى قادر) لاختلاف معناهما.