باب الاسم والصفة
  (وليستا) أي: مالك ورب (بصفتي فعل) كما ذكره أبو القاسم ومتابعوه (لثبوتهما لغة لمن لم يفعل ما وضعا لأجله من حيث) ثبت أنه (يقال: فلان رب هذه الدار وإن لم يصنعها) أي: يبنيها (أو يزد فيها) شيئاً (أو ينقص) منها شيئاً أو يعمل فيها عملاً.
  (و) يقال: (فلان مالك ما خلف أبوه) من المال (وإن لم يحدث فعلاً) فيما خلفه له وحينئذ (فهما صفتان له تعالى باعتبار كون المملوك له) أي: لله جل وعلا (فقط).
  (وهما حقيقتان قبل وجود المملوك قطعاً لا مجاز) كما ذهب إليه بعض أهل العربية؛ (لما يأتي إن شاء الله تعالى) في مسألة خالق ما سيكون وهذا اختيار الإمام # في هاتين الصفتين.
  والذي يظهر لي فيهما أنهما صفتا فعل لأنهما ثبتا لله سبحانه باعتبار فعل وهو خلقه وإحداثه للمملوك والمربوب، وملكه له.
  وأما قولهم: فلان رب هذه الدار لمن لم يصنعها ولا يعمل فيها عملاً فإنه لا بد له من عمل في الدار يسيراً كان أو كثيراً إما بالشراء لها أو التغنم والحيازة أو البناء أو قبول هبتها أو نحو ذلك.
  وكذلك قولهم: فلان مالك ما خلف أبوه فإنه قد نُزِّل حكم الله سبحانه وتعالى بتمليكه الميراث منزلة فعله(١).
  (والثانية) من المسألتين المختلف فيهما (حليم وغفور) بعد الاتفاق بين أبي علي وابنه أبي هاشم أن الله تعالى لا يوصف بأنه حليم غفور فيما لم يزل بل إنما يوصف بذلك بعد خلق العالم بل بعد وقوع العصيان ولكن اختلفا هل هي راجعة إلى الإثبات أو إلى النفي:
(١) بياض في الأصل إلى قوله: والثانية.