(فصل): فيما يختص به تعالى من الأسماء وما لا يختص به
  كما يقال رب الدار ورب المال ورب البلد ومنه قول صفوان(١) بن أمية يوم هوازن لما قال له أبو سفيان بن حرب حين انهزم المسلمون لا تنتهي هزيمتهم دون البحر: لأَنْ يَرُبُّني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن.
  (قلنا) رداً على أبي القاسم: (لا يحمله السامع على غير الله تعالى) مع عدم الإضافة والتقييد (فامتنع) حينئذ إطلاقه على غيره تعالى مع الإطلاق.
  (و) يختص الله تعالى (بذي الجلال وذي الكبرياء وبديع السماوات) والأرض إذ هو المبدع لها والمبتدئ لخلقها والبديع هنا بمعنى فاعل وقد يكون بديع بمعنى مفعول يقال: هذا الشيء بديع أي: مُبْدَع (ونحوها) أي: نحو ما تقدم من الأسماء التي يختص بها الله كسبوح قدوس ومهيمن وعالم الغيب ومحيي الموتى ومميت الأحياء ومولج الليل في النهار وغير ذلك مما يشتمل على غاية التعظيم الذي لا يستحقه غيره تعالى.
  قال (أئمتنا $: و) يختص الله (بثابت في الأزل) فلا يقال ذلك في حق غير الله تعالى لأن معناه معنى موجود في الأزل وهو مختص بالله سبحانه اتفاقاً (لا بقديم) أي: لا باسم قديم بل يجوز إطلاقه على غيره تعالى كما يقال: رسم قديم، وبناء قديم.
  (خلافاً لقوم في الطرفين) أما الطرف الأول فقال من أثبت الذوات في العدم: لا يختص الله سبحانه بالثبوت في الأزل بل تشاركه الذوات؛ لأنها ثابتة في الأزل، وفرقوا بين الثبوت والوجود وقد مر الكلام عليهم في غير موضع.
  وأما الطرف الثاني فقال أبو علي الجُبَائِي: لا يجوز إطلاق لفظ قديم إلا على الله تعالى إذ معناه هو الموجود في الأزل وكل موجود سوى الله تعالى فهو محدث
(١) صفوان بن أمية بن خلف الجمحي المكي، أحد الأشراف الطلقاء، وشهد حنيناً وهو كافر، ثم أسلم وحسن إسلامه، وكان من المؤلفة. مات سنة اثنتين وأربعين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).