[إثبات أن الله تعالى خلق للعباد قدرة]
  وأيضاً لو كانت مقارنة لم يتعلق الفعل بالفاعل؛ لأنه قبل وجود القدرة غير قادر عليه لعدم القدرة وبعد وجودها لا اختيار له فيه؛ لأنه قد وجد معها، ولعل هذا مقصدهم.
  وأيضاً لو كانت مقارنة لزم تكليف ما لا يطاق لأن الكافر حال كفره لا قدرة له على الإيمان وهو مكلف به إذ لو كانت له في تلك الحال قدرة على الإيمان لوجد الإيمان لوجوب المقارنة بزعمهم وذلك كفر صريح.
  وأما قول عيسى الوراق وأحمد بن يحيى الراوندي: إن القدرة موجبة للمقدور ومقارنة له مع كونها صالحة للضدين فقول باطل متناقض أرادوا به الهرب من تكليف ما لا يطاق ولم ينفعهم.
  واعلم أن القدرة والقوة في العبد عرض خلقه الله سبحانه لينتفع به الحي في معاشه وتصرفه في جميع جوارحه(١) كحاسة اللمس.
  قال الإمام المهدي # حكاية عن بعض المعتزلة وهي غير الحركة والسكون وغير الحياة وغير الصحة والسلامة.
  وقيل: هي حركة. وقيل: سكون. وقيل: بعضها حركة وبعضها سكون. وقيل: هي الحياة. وقيل: هي الصحة والسلامة. انتهى.
[إثبات أن الله تعالى خلق للعباد قدرة]
  قالت (العدلية جميعاً: والله خلق للعباد قدرة يوجدون بها أفعالهم على حسب دواعيهم وإراداتهم) وذلك معلوم بالمشاهدة وضرورة العقل لا ينكره إلا من أنكر الضروريات.
  وقالت (الأشعرية): بل (خلق لهم قدرة لا يوجدون بها فعلاً) ولا يملكون الانتفاع بها حيث جعلوها موجبة للفعل، فالقدرة الموجدة للفعل هي
(١) كذا في الأصل و (ب)، وفي هامش الأصل: حوائجه.