شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في بيان معاني كلمات من المتشابه

صفحة 142 - الجزء 2

  وقال واصل بن عطاء: لا أعرف فيه إلا ما قاله أمير المؤمنين #: «إذا كانت المعصية حتماً، كانت العقوبة عليها ظلماً».

  وقال عمرو بن عبيد: «لا أعرف فيه إلا ما قاله أمير المؤمنين #: «أتظن أن الذي فسح لك الطريق يلزم عليك المضيق».

  وقال الشعبي: لا أعرف فيه إلا ما قاله أمير المؤمنين #: «ما حمدت الله عليه فهو منه، وما استغفرت الله منه فهو منك».

  فلما بلغ الحجاج ما أجابوا به قال: قاتلهم الله لقد أخذوها من عين صافية.

  ومن ذلك جوابه # على الشيخ الذي سأله عند انصرافه من صفين حيث قال له: يا أمير المؤمنين أكان مسيرنا بقضاء الله وقدره؟

  فقال #: «أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما هبطنا وادياً ولا علونا تلعة إلا بقضاء الله وقدره».

  فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي، ما لي من الأجر شيء.

  فقال: «بل أيها الشيخ عظم الله لكم الأجر في مسيركم وأنتم سائرون، وفي منقلبكم وأنتم منقلبون، ولم تكونوا في حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرين».

  فقال الشيخ: وكيف ذاك والقضاء والقدر ساقانا، وعليهما كان مسيرنا؟

  فقال #: «لعلك تظن قضاء واجباً وقدراً حتماً ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد، ولما كانت تأتي من الله لائمة لمذنب، ولا محمدة لمحسن، ولا كان المحسن بثواب الإحسان أولى من المسيء، ولا المسيء بعقوبة الذنب أولى من المحسن، تلك مقالة إخوان الشياطين وعبدة الأوثان وخصماء الرحمن وشهداء الزور وأهل العمى عن الصواب في الأمور، هم قدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله أمر تخييراً ونهى تحذيراً ولم يكلف عسيراً ولا بعث الأنبياء عبثاً {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ٢٧}⁣[ص]».