شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في بيان معاني كلمات من المتشابه

صفحة 143 - الجزء 2

  فقال الشيخ: وما ذلك القضاء والقدر اللذان ساقانا؟

  فقال: «أمر الله تعالى بذلك وإرادته، ثم تلا: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}⁣[الإسراء: ٢٣]».

  فنهض الشيخ⁣(⁣١) مسروراً بما سمع وأنشأ يقول:

  أنت الإمام الذي نرجوا بطاعته ... يوم النشور من الرحمن رضوانا

  أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً ... جزاك ربك عنا فيه إحساناً

  حكى ذلك كله الإمام أحمد بن سليمان # في الحقائق.

  وروي أنه لما اختلف علماء البصرة في القضاء والقدر كتبوا إلى سبط النبي ÷ الحسن بن علي بن أبي طالب @ يسألونه عن ذلك فأجابهم على سبيل الاختصار فقال:

  « من لم يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره فقد كفر، ومن حمل ذنبه على الله فقد فجر، إن الله لا يطاع باستكراه، ولا يعصى بغلبة؛ لأنه المالك لما ملكهم، والقادر على ما أقدرهم عليه، فإن عملوا بالطاعة لم يَحُل بينهم وبين ما عملوا، وإذا لم يَحُل بينهم وبين ما عملوا فلم يجبرهم على المعصية، ولو أجبر الخلق على الطاعة لأسقط عنهم الثواب، ولو أجبرهم على المعصية لأسقط عنهم العقاب، ولو أهملهم لكان عجزاً في القدرة، فإن عملوا بالطاعة كانت له المنة عليهم، وإن عملوا بالمعصية كانت له الحجة عليهم فلينظر الناظرون، وليتفكر المتفكرون» انتهى كلامه #.

  وقوله: «من لم يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره هو ما قضاه الله سبحانه وقدره من الخلق والرزق والإحياء والموت والصحة والسقم والعافية والألم والغنى والفقر مما فعله الله جل وعلا».


(١) اسمه: أزور بن ضرار. (لوامع الأنوار نقلاً عن المعراج).