تنبيه: [يتعلق بالكلام على الجن]
  وأما انتقالهم من صورة إلى صورة فهذا ما لا يكون لأن الانتقال من خلق إلى خلق لا يمكن ولا يقدر عليه أحد من المخلوقين، ولا ينقل صورهم إلا رب العالمين القادر على ما أراد.
  قلت: وقد أشار القاسم بن إبراهيم # إلى مثل هذا حيث قال: وذريته فإنما هم أمثاله وقبيله وفي إبليس وقبيله ما يقول الله في تنزيله: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}[الأعراف: ٢٧].
  والجن خلق يسكن في الهواء بين الملائكة والإنس، والإنس والجن فهما كما قال الله الثقلان فالملائكة $ سماويون والإنس كلهم جميعاً أرضيون والجن بين السماء والأرض هواويُّون. انتهى.
  وقال الهادي #: وليست الجن تتوالد ولا تتناكح لأن التوالد لا يكون إلا من ذي الأجسام الثقيلة والبطون والأضلاع ولو كانت الجن كذلك لم يحملها الهواء واحتاجت إلى سكنى الأرض والقرار، وكثير الأغذية والديار.
  وسئل الناصر # عن إبليس أذكر هو أم أنثى وإن تاب هل تقبل توبته؟ وعن الجن هل يتوالدون؟ وهل يكون منهم المؤمن والكافر وأهل الملل كما يكون في الإنس؟
  فقال #: إن الناس تكلموا في ذلك، فقال قوم: ليس فيهم ذكران ولا إناث ولا يتوالدون وهم جنس من خلق الله كما خلقت الملائكة وليس لهم في هذا المذهب حجة.
  قال: والصواب السكوت فيما لا يعلم إلا بتعليم من الله.
  قال: وقال آخرون: إن الملائكة من الجن وهم مؤمنوا الجن، والشياطين كفرة الجن وفسقتهم واحتجوا لذلك بقول الله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا}[الصافات: ١٥٨]، فأخبر أن الملائكة من الجن.
  قال: وقد غلطوا في ذلك لأن الجن في كلام العرب غير جنس الجان الذين منهم