شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآلام وما في حكمها

صفحة 186 - الجزء 2

  وقال الإمام المهدي # في الألطاف: وقال بشر بن المعتمر لا يجب على الله تعالى إلا التمكين وأما اللطف فهو تفضل لأنه لا مكلف إلا والله قادر على اللطف به حتى يؤمن لكن لا يجب عليه تعالى.

  قال: قال الحاكم: ولقولهم هذا سموا أصحاب اللطف يعني: لا لنفيهم وجوب اللطف يعني أن هذه النسبة من الإثبات لا من النفي، قال: قال أبو الحسين الخياط من علماء البغدادية: قد رجع بشر عن ذلك وقال بوجوب اللطف على الله تعالى كما يقوله الجمهور. انتهى.

  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (# وجمهور البصرية) أي أكثرهم: (لا يحسن) الألم من الله تعالى لمجرد العوض ودفع الضرر (إلا مع اعتبار) للمؤلم أو غيره.

  قالوا: (إذ يمكن) من الله تعالى (الابتداء بالعوض) ودفع الضرر على جهة التفضل للمؤلم (من دون ألم) يؤلمه به فصار الألم حينئذ عبثاً والعبث قبيح لا يجوز على الله سبحانه وتعالى.

  (قلنا) رداً عليهم: (قد ثبت لنا أن الله تعالى عدل حكيم ومن حكمته تعالى أن لا ينزل الألم) بأحد من خلقه (إلا لمصلحة لذلك المؤلم) تزيد على ضرر الألم (غير العاصي) فأما العاصي فالألم في حقه عقوبة له كما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

  (وذلك) أي إنزال الألم لمصلحة (تفضل) من الله تعالى (عند العقلاء) كالتكليف فإنه تحميل مشقة لمصلحة للمكلف وهو تفضل محض لأنه عرض على الخير كما سبق ذكره فكذلك الألم وذلك كاف في حسن الألم.

  وقال (عباد بن⁣(⁣١) سليمان) الصيمري: (و) يحسن الألم من الله تعالى


(١) عباد بن سليمان الصيمري من الطبقة السابعة من المعتزلة من أصحاب هشام الفوطي. (المنية والأمل باختصار).