[وجه الحكمة في إيلام المكلف المؤمن]
  (وفاقاً للزمخشري في حط الصغائر) من الذنوب فإنه ذهب إلى حسن الألم من الله سبحانه لحطها وهو بناء على أن بعض العمد من الصغائر وهو كذلك عند الزمخشري والجمهور وعند الإمام # كل عمد كبيرة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  (إذ هو) أي الألم لحط الذنوب (دفع ضرر) عن المكلف المذنب فحسن (كالفصد) لدفع الضرر فإنه حسن.
  (و) يؤيد ذلك ما ورد (في الحديث عنه ÷: «من وعك» - أي حُمَّ - «ليلة كفر الله عنه ذنوب سنة»(١) أو كما قال)، أي: هذا لفظ الخبر أو مثله.
  قال في الصحاح: الوعك مغث الحمى وقد وعكته الحمى فهو موعوك.
  (وفي النهج) أي نهج البلاغة: («فإن الآلام تحط الأوزار) أي الذنوب (وتحتها) أي تسقطها (كما تُحَت أوراق الشجر أو كما قال»). الذي ذكر في النهج أن الوصي # عاد بعض أصحابه فقال: «جعل الله ما كان من شكواك حطاً لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه ولكنه يحط السيئات ويحتها حت الأوراق، وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام، وإن الله سبحانه يدخل الجنة بالنية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده». انتهى.
  وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «المريض تتحات خطاياه كما تتحات ورق الشجر»(٢).
(١) رواه في كتاب سبيل الرشاد وابن حابس في شرح المصباح، وروى نحوه الإمام زيد # في مجموعه بسند آبائه $ بلفظ: «من مرض ليلة واحدة كفرت عنه ذنوب سنة».
(٢) روى نحوه الإمام زيد # في مجموعه بلفظ: «فإذا عوفي المريض من مرضه تحاتت خطاياه كما تتحات ورق الشجر اليابس في اليوم العاصف». ورواه الهندي في كنز العمال عن أسد بن كرز وعزاه إلى الطبراني، وابن عساكر، ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، ورواه الضياء في المختارة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، ورواه الديلمي في الفردوس، =