[احتجاج آخر على ثبوت أجل الخرم]
  والأصل براءة الذمة أو يكتفى بالدليلين الأولين.
  ومما يؤيد معنى ما ذهب إليه قدماء أهل البيت $ ما روي عن النبي ÷ أنه قال: «الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في العمر»(١).
  وقال ÷: «صلة الرحم تزيد في العمر».
  وعن علي # أنه قال: «وصلة الرحم فإنها ثروة في المال ومنسأة في الأجل وتكثير في العدد»(٢) ونحو ذلك.
  وروى الهادي # عن الحسين بن علي @ قال: قال رسول الله ÷: «إن الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين فيجعلها الله تعالى ثلاثاً وثلاثين، وإن الرجل ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون فيجعلها الله ثلاثاً»(٣).
  وقال الإمام المؤيد بالله #: فأما ما روي أن صلة الرحم تزيد في العمر فهو جائز غير ممتنع أن يعلم الله سبحانه من حال الإنسان مثلاً أن الصلاح في أن يعمر ثلاثين وأنه إن وصل الرحم كان الصلاح في أن يعمر أربعين وإن قطع رحمه كان الصلاح في أن يعمر عشرين سنة وهذا معنى الخبر. انتهى.
  وعنه ÷ أنه قال: «بر الوالدين يزيد في العمر والكذب ينقص من الرزق والدعاء يرد القضاء ولله في خلقه قضاءان قضاء نافذ وقضاء محدث
(١) روى نحوه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن علي # مرفوعاً، ورواه الحاكم في المستدرك عن ثوبان، والسخاوي في المقاصد.
(٢) هذا والذي قبله رواهما الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، وروى الثاني فقط: الشريف الرضي في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين # بدون: وتكثير في العدد.
(٣) رواه الإمام الهادي # في الأحكام، ورواه محمد بن منصور في أمالي أحمد بن عيسى # عن جعفر الصادق عن آبائه $، ورواه المرشد بالله # في الأمالي عن جعفر الصادق # عن آبائه $، رواه في محضر أبي جعفر الدوانيقي، والقصة معروفة.