شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآجال وحقيقتها

صفحة 219 - الجزء 2

  يحدث فيه ما يشاء»⁣(⁣١) رواه في شمس الأخبار عن أمالي المرشد⁣(⁣٢) بالله #.

  وأما ما رواه الإمام أحمد بن سليمان # في كتاب الحقائق عن محمد بن القاسم بن إبراهيم $ أنه قال في كتاب الآجال في مسائل علي بن جهشيار⁣(⁣٣) الطبري رداً على من زعم أن القتل بقضاء الله فقال: ولسنا والحمد لله ننكر أن النفس لا تموت إلا بإذن الله ولكن الأجل في ذلك أجلان: أجلٌ العباد فيه مُبْتَلُون، وأجلٌ إلى الله تعالى فإن ترك العباد فيه الاعتداء على العبد فشاء الله أن يقبضه في تلك الساعة فعل وإن شاء أن يؤخره فعل، والأمر في ذلك إلى الله في الموت والحياة إن شاء أن يصرف اعتداء العباد فعل، وإن شاء أن يتركهم واعتداءهم فعل فهو حجة لنا؛ لأنه أراد # أن من صرف الله عنه اعتداء المعتدين باللطف أو بالقهر فشاء الله أن يقبض روحه في ذلك الوقت الذي أرادوا إهلاكه فيه فعل، وإن شاء أن يؤخره فعل، وهذا لا خلاف فيه لأنه فيمن لم يقتل وهو عكس مسألتنا التي وقع الخلاف فيها فافهم ذلك.

  (قالوا): أي قال من خالفنا في هذه المسألة: (يلزم) من ثبوت الأجلين على ما زعمتم ثبوت (آجال) كثيرة إذ لا فرق بين الأجلين والثلاثة والأربعة وغيرها.


(١) أخرجه المرشد بالله # في الخميسية، والمتقي الهندي في كنز العمال، والسيوطي في الجامع الكبير عن أبي هريرة وأفاد أنه أخرجه ابن عدي وابن صصري في أماليه وابن النجار والديلمي. انتهى. ورواه أبو الشيخ في الفوائد، وفي طبقات المحدثين بأصبهان، وأخرجه السخاوي في المقاصد، وابن عدي في الكامل.

(٢) الإمام المرشد بالله الشجري أبو الحسين يحيى بن الحسين. دعا # في الجيل والديلم والري وجرجان، ومضى على منهاج سلفه الصالحين سنة تسع وسبعين وأربعمائة عن سبع وستين سنة. وهو صاحب الأماليين الكبرى المعروفة بالخميسية، والصغرى المعروفة بالاثنينية، والمسماة بالأنوار. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٣) علي بن جهشيار: هو العالم الكبير صاحب القاسم # وراوي مسائله. تمت (مطلع البدور).