[شبه للمجبرة في الأجل والجواب عليهم]
  وتحقيقه أن الضمير في «كنتم» راجع إلى المنافقين (أي لو كنتم أيها المنافقون في بيوتكم متخلفين) عن أمر رسول الله ÷ (وعن الحرب مثبطين) من استطعتم تثبيطه عن الخروج مع المؤمنين من أصحابكم أو من ضعفة الإيمان الذين لا خبرة لهم بنفاقكم (لم يكن القتلى من المؤمنين) الصادقين الإيمان (رحمهم الله تعالى بمتخلفين مثلكم) عن القتال مع رسول الله ÷ (اقتداء بكم ولا كانوا سامعين لكم إن ثبطتموهم) عن القتال مع الرسول ÷ والوقوف معه في المواطن الكريهة (بدليل أول الكلام وهو قوله تعالى حاكياً عنهم) أي عن المنافقين: ({يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}[آل عمران: ١٥٤])، أي لو كان الأمر لنا ما خرجنا للقتال في أحد اعتقاداً منهم أن الدائرة للكافرين على المؤمنين ..
  هكذا ذكره الإمام # وهو ظاهر الآية الكريمة؛ لأن قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ} ... إلى آخره جواب قول المنافقين: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا}، وكذلك قوله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}[آل عمران: ١٥٤]، أي ليخرج ما هو كامن في قلوبكم ويظهره من النفاق فهو عائد إلى المنافقين.
  فالكلام مرتبط بالمنافقين غير منقطع عنهم.
  وقال في الكشاف: إن الضمير في «كنتم» يعود إلى المؤمنين وقد انقطع ذكر المنافقين عند قوله تعالى: {مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} وإن المعنى: قل لو كنتم أيها المؤمنون في بيوتكم وقد علم الله أنكم تقتلون في موضع كذا لبرز الذين علم الله أنهم يقتلون إلى مضاجعهم وهي مصارع القتل لداع يدعوهم إلى ذلك تصديقاً لما علم الله سبحانه به كما ورد عنه ÷: «إذا علم الله وفاة عبد في جهة جعل