[ذكر العقل والنفس والفرق بينهما وما يلحق بذلك]
  أثرة(١) لله، وإقبالاً على طاعته؛ ففرغت أنفسها الليل والنهار لا تفتر، حتى شهد الله لها بذلك، وكانت عندنا أفضل من الأنبياء؛ لما ذكرنا من فضل عملها ودوام طاعتها. انتهى.
[ذكر العقل والنفس والفرق بينهما وما يلحق بذلك]
  ولأجل عظم البلوى بهوى النفوس ضرب لها المثل بالعدو الذي إن غفلت عنه لم يغفل عنك، ولذلك وصفها الله سبحانه بأنها أمارة بالسوء، مسوّلة للقبيح.
  وضرب المثل للعقل بالحكيم الذي إن طلبته وجدته، وإن غفلت عنه لم يطلبك.
  واتباع هوى النفوس هو سبب كل معصية لله ولرسوله، وسبب الاعتراض بالشبه على الأدلة، والمتشابه على المحكم، وبأئمة الضلال، وعلماء السوء على أئمة الهدى، وهو سبب استحقاق كل عقوبة كانت في الدنيا، وما ستكون في الآخرة ذكر هذا كله السيد حميدان # في مجموعه.
  قال: وهما أي: العقل والنفس من جملة الأعراض التي خلقها الله سبحانه وجعل محلهما(٢) القلب لقوله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ٤٦}[الحج]، وهذا هو قول أهل البيت $ والمعتزلة.
  قال: وقالت الفلاسفة إن العقل الأول من العقول العشرة التي زعموا أنها قبل الزمان والمكان هو أول منفعل انفعل من العلة الأزلية التي وصفوها بأنها علة العلل وأنها واحدة لا كثرة فيها وأنه لا يصدر عنها إلا معلول واحد، وأن صور جميع الأشياء كامنة فيها قبل ظهورها وموجودة فيها بالقوة قبل وجودها بالانفعال.
(١) الأُثْرَة والإِثرة والأَثرة بتحريك الهمزة والثاء وضم الهمزة وفتحها والثاء ساكنة: اسم لاختيار الفعل الحسن، والله أعلم. (من هامش الأصل).
(٢) في (ب): محلها.