شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في أحكام اللطف وغيره

صفحة 314 - الجزء 2

  (كتاب النبوءة)

  النبوءة وزنها فعولة فإن همزت فهي من الإنباء، وإن لم تهمز فهي من النبوّ من نبا المكان إذا ارتفع.

  فإن جعلت النبيء مأخوذاً منه أي أنه شرُف على سائر الخلق فأصله غير الهمز وهو فعيل بمعنى مفعول وتصغيره نُبَيٌّ والجمع أنبياء.

  وأما قول أوس⁣(⁣١) يرثي فضالة⁣(⁣٢) بن كلدة الأسدي:

  على السيد الصعب لو أنه ... يقوم على ذروة الصاقب

  لأصبح رثماً⁣(⁣٣) دقاق الحصى ... مكان النبي من الكاثب

  فيقال: الكاثب جبل فيه رمل وحوله روابي يقال لها النبيُّ الواحد نابٍ مثل غازٍ وغزيّ يقول: لو قام فُضَالة على الصاقب - وهو جبل - لَذَلَّلَه⁣(⁣٤) وتسهل له حتى يصير كالرمل الذي في الكاثب ذكر هذا في الصحاح.

  وإن كان النبيء مأخوذاً من الإنباء وهو الإخبار وهو الحق وقد ذكره الهادي # فهو فعيل بمعنى فاعل أي مُنبِئ عن الله ومثله نذير بمعنى منذر، وحكيم بمعنى مُحكِم، وقراءة نافع بالهمز في القرآن وهي المعتمدة عند أئمتنا $.

  وحقيقة النبوة في الشرع ما ذكره # بقوله: (هي وحي الله) الوحي:


(١) أوس بن حجر بن مالك التميمي، أبو شريح: شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها. في نسبه اختلاف بعد أبيه حجر. كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند عمرو بن هند، في الحيرة. عمر طويلا، ولم يدرك الإسلام. كانت تميم تقدمه على سائر شعراء العرب. وكان غزلا مغرما بالنساء. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) فضالة بن كلدة الأسدي: شاعر جاهلي، من أعيان بني أسد. كان صديقا للشاعر أوس بن حجر التميمي. واشتهر بما قاله أوس في رثائه. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) رتمت الشيء رتماً: كسرته: وهو بالتاء المثناة من أعلى والمثلثة أيضاً ذكره في الصحاح. (من هامش الأصل).

(٤) كذا في الأصل و (ب)، ولعلها: لذلَّ له، والله أعلم.