شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل:) في أحكام اللطف وغيره

صفحة 316 - الجزء 2

  كاختصاصه تعالى بعضهم بكونه ذكراً وبعضهم بكونه أنثى ونحو ذلك.

  وقد زعم بعض أهل الزيغ أنها مكتسبة بالطاعة وقولهم هذا باطل لمصادمته النص ولأنه لو كان كذلك لجاز أن يقوم في زماننا هذا أو ما بعده نبيء وحينئذ يكذب قوله تعالى: {وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}⁣[الأحزاب: ٤٠].

  قال العنسي: ويشترط في النبي أن يكون من جنس من أُرسِل إليهم ما خلا الجن فإنه يجوز أن يرسل إليهم غير جنسهم لقوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا ٩٥}⁣[الإسراء].

  وقال الحاكم في تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}⁣[يوسف: ١٠٩]، وقيل: لم يبعث الله نبياً من أهل البادية ولا من الجن ولا من النساء عن الحسن وأقول: المراد بقوله تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} أي من ساكني الأرض وهم بنو آدم لا من الملائكة لقوله تعالى: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ}⁣[يوسف: ١٠٠]، والله أعلم.

  (والرسالة لغة) أي في لغة العرب هي: (القول المبلَّغ) إلى من أريد تبليغه إليه.

  (وشرعاً): أي في عرف أهل الشرع كـ (النبوءة) في حقيقتها المذكورة سواء (إلا أنه يقال) في حقيقة الرسالة (في موضع: بشريعة لتبليغ شريعة لم يسبقه) أي المُرْسَل (بتبليغ جميعها أحد) فيقال في حد الرسالة: هي وحي الله إلى أزكى البشر عقلاً وطهارة من ارتكاب القبيح وأعلاهم منصباً لتبليغ شريعة لم يسبقه بتبليغ جميعها أحد.

  ولا يشترط في الرسول أن لا يسبقه أحد بتبليغ شيء من شريعته إلى أحد إذ قد تتفق الشرائع في أشياء دون أشياء كما قد علم ذلك من شرائع الأنبياء $.

  قيل: وأكثر أنبياء بني إسرائيل لم يبعث بشريعة جديدة بل بعث لتقرير الشريعة الأولى، ومنهم من بعث بشريعة جديدة والله أعلم.

  قيل: والمنزل عليهم الصحف محصورون وهم آدم # أُنزل عليه عشر