شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): [وجوب معرفة الرسل على المكلفين]

صفحة 318 - الجزء 2

  (ويميز) سبحانه (بذلك) أي بإرسال الرسول (من يشكره) بامتثال أوامره والانتهاء عن مناهيه (ممن لا يشكره) بجحوده أو كفران نعمته (إذ قد ثبت أنه تعالى ليس بجسم) ولا عرض ولا يجوز عليه تعالى ما يجوز عليهما (فامتنع أن يلقى الله تعالى) فيخبرنا (جل وعلا) بتفصيل شكره (مشافهة) كسائر العباد الذين يأمرون بما أرادوا بالنطق بالألسن والشفاه تعالى عن ذلك الله رب العالمين علواً كبيراً.

  (والحكيم لا يترك ما شأنه كذلك هملاً) أي لا يترك ما كان شأنه يحتاج إلى التبيين والتمييز مهملاً غير مُبَيَّن لَهُ الواجب ولا مميز عنده الخبيث من الطيب؛ لأنه يخالف الحكمة، وقد ثبت أن الله تعالى عدل حكيم.

  قال #: (قلت: وكذا) أي مثل قول الهادي # (يأتي) القول (على أصل قدماء العترة $) لأنهم يقولون: إن الطاعات شكر لله تعالى على نعمه.

  قال الناصر # فيما حكاه عنه مصنف الباهر: نعرف الله بآياته ونصفه بما وصف به نفسه ونشكره بما علمناه وكلفنا أن نشكره به.

  وقال في شمس⁣(⁣١) الشريعة: قال أبو مضر⁣(⁣٢): اعلم أن عند أهل البيت $


(١) مؤلفه هو سليمان بن ناصر الدين بن سعيد السحامي، شيخ العصابة، وإمام الإصابة مطلع (شمس الشريعة)، ومظهر عجائب الإسلام البديعة، سليمان بن ناصر الدين بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن أحمد بن كثير السحامي، عالم العلماء، وواحد الفضلاء، أحد أساطين الفقه، حفظ القواعد، وقيَّد الشوارد، وهيمن على كتب العراقين واليمن، واستخلص من ذلك كتاب (شمس الشريعة) الفائق في أسلوبه الغريب في جمعه وجودة تركيبه، وهو من بيت علم وفضل ومحل منيف، يسكنون صُرحَة - بالصاد مهملة مضمومة بعدها راء مهملة مفتوحة ثم حاء مهملة - من جهة بني مسلم، كذا ذكره علي بن نشوان بن سعيد، وقد نقل بعض المعتنين بهذه أن مسكنه هجرة شوحط قرب (قرَن)، وولده بها وذريته. (مطلع البدور باختصار).

(٢) شريح بن المؤيد، القاضي أبو مضر. قال القاضي: هو أبو مضر مفخر الزيدية، وحافظ مذهبهم، ومقرر قواعدهم، العالم الذي لا يبارى ولا يشك في بلوغه الذروة ولا يمارى، عمدة المذهب في =