(فصل: في ذكر العقل)
  تعالى محدِثاً للأجسام والجواهر وتزعم أن الأعراض الحالة في الجماد حدثت بطبع الأجسام.
  ومنهم من يزعم في المتولدات أنها بطبع المحل ثم افترقوا فمنهم من قال: إن الله تعالى هو محدث ذلك بطبع المحل.
  ومنهم من قال: هذا المحل هو تعالى هيأه بهذه الصفة والفعل يرجع إلى طبع المحل كما أنه إذا أقدر زيداً والفعل لزيد.
  والفرقة الثانية قالت بقدم الأجسام وأنكرت الاختراع، ثم وجدت حوادث في الأجسام لم يمكنهم دفعها واعتقدوا أنه لا بد من أمر ولم يمكنهم إضافتها إلينا فأضافوا ذلك إلى علة موجبة واعتقدوا اعتقادات فاسدة، فمنهم من قال: إن هذه الأجسام إنما صارت على ما هي عليه من طبائع اربع: الحرارة والرطوبة والبرودة واليبوسة.
  ومنهم من قال: النار والهواء والماء والأرض.
  ومنهم من زاد خامساً وهو الفضاء الذي تتحرك الأشياء فيه.
  ومنهم من قال: الطبيعة الخامسة يختص بها الفلك.
  وقالوا: العالم قديم وإنه كان هيولى معرى من الأعراض وفيه قوة فحدثت
= ومآبه، قال في الطبقات: المحسن بن محمد بن كرامة البيهقي، الإمام الحاكم، أبو سعد، الجشمي، وجشم (بالجيم، وشين معجمة) قبيلة من خراسان، وبيهق: أكبر قرى خراسان، كان حنفياً - قلت: يعني في الفروع، وكان معتزلياً في الأصول، قال ـ: وانتقل إلى مذهب الزيدية. قال القاضي: هو الشيخ الإمام، أستاذ العلامة الزمخشري. له السفينة المشهورة، وتفسير القرآن، المسمى بالتهذيب، قدر تسعة أجزاء كبار وكتاب العيون وشرحه إلى غير ذلك، إلى نيف وأربعين مصنفاً؛ وله رسالة، تسمى رسالة الشيخ أبي مرة إلى إخوانه المجبرة؛ وكانت السبب في قتله شهيداً في بلد الله الحرام، على يدي أعداء التوحيد والعدل وآل محمد الكرام - عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ، عام أربعة وتسعين وأربعمائة، أجزل الله ثوابه، وأكرم لديه نزله ومآبه. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).