(فصل: في ذكر العقل)
  قال الفقيه عبدالله(١) بن زيد العنسي في مذاكرة السراج الوهاج في حقيقة الجوهر ما لفظه: فمذهبنا أن الجسم ينقسم إلى حد لا يقبل التجزؤ وهو الذي نسميه جوهراً.
  قال: وذهبت الفلاسفة إلى أنه ينقسم بالفعل إلى مثل قولنا، وينقسم بالقوة إلى ما لا نهاية له.
  قال: ومن هنا يقسمون الجوهر إلى بسيط ولطيف.
  قلت: فعرفت من هذا أن كلامهم في نهاية البطلان؛ إذ لم يعقل الجوهر فضلاً عن البسيط واللطيف.
  وقال (بعض الطبائعية) والطبائعية كل من أضاف التأثير إلى الطبع منهم الفلاسفة: (بل) العقل (طبيعة مخصوصة) كأنهم يريدون بالمخصوصة غير الطبائع الأربع أو الخمس التي هي المؤثرة بزعمهم في الحوادث، والله أعلم، فإنهم جعلوا العالم صادراً عن علة قديمة بالطبع، ومثل ذلك نقل عن الباطنية والمنجمة قالوا بقدم الأفلاك والعناصر وجعلوا الحوادث اليومية صادرة عنها بالطبع.
  قال الحاكم(٢) في شرح العيون: القائلون بالطبع فرقتان إحداهما تثبت القديم
(١) عبدالله بن زيد بن أبي الخير العنسي ¥ هو العلامة إمام الزهاد، ورئيس العباد، ولسان المتكلمين، وشحاك الملحدين، مفخر الزيدية، بل مفخر الإسلام صنّف في الإسلام كتباً عظيمة النفع، ذكر بعضهم أن كتبه مائة كتاب وخمسة كتب، ما بين صغير وكبير، وله في نصرة الإمام الأعظم المهدي لدين الله أحمد بن الحسين - سلام الله عليه - اليد الطولى، والسهم المعلى، وكان (ع) لايعدل به أحداً، ويسميه داعي أمير المؤمنين. قبره بكحلان تاج الدين، قبلي البركة التي تسمى رحبة، مشهور مزور. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٢) إمام الشيعة الأعلام، الحاكم المعتزلي ثم الزيدي، الشهيد، أبي سعيد، المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي، المتوفى شهيداً في بلد الله الحرام، على يدي أعداء التوحيد والعدل وآل محمد الكرام - عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ، عام أربعة وتسعين وأربعمائة، أجزل الله ثوابه، وأكرم لديه نزله =