(فصل): في ذكر نبوة نبيئنا محمد ÷
  حُبِّ أَبِي تُرَابٍ إِلَّا أَنَّكَ أَعْرَابِيٌّ جاف فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ جَمَعْتُ الْقُرْآنَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجْتَمِعَ أَبَوَاكَ وَلَقَدْ عَلَّمَنِي مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ سُورَتَيْنِ عَلَّمَهُمَا إِيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ ÷ مَا عَلِمْتَهُمَا أَنْتَ وَلَا أَبُوكَ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ ونستهديك وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُثْنِي عَلَيْكَ وَلَا نُكْفُرُكَ وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ. اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ الجد إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكُفَّارِ مُلْحَقٌ(١).
  قال: وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ(٢) مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ(٣) الثَّوْرِيِّ يرفعه: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَقَالَ: ﷽ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ وَنُثْنِي عَلَيْكَ ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك. ﷽ اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عذابك الجد إِنَّ عَذَابَكَ بِالْكَافِرِينَ مُلْحَقٌ.
  قال: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ(٤): حكمت البسملة أنهما سورتان.
(١) قال في هامش الأصل: ملحد. (ظ).
(٢) أحمد بن الحسين بن علي، أبو بكر: من أئمة الحديث. ولد ٣٨٤ هـ في خسروجرد (من قرى بيهق، بنيسابور) ونشأ في بيهق ورحل إلى بغداد ثم إلى الكوفة ومكة وغيرهما، وطلب إلى نيسابور، فلم يزل فيها إلى أن مات ٤٥٨ هـ. ونقل جثمانه إلى بلده [من كتبه] السنن الكبرى. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٣) عالم الشيعة الزيدية، ورباني الأمة المحمدية، سفيان بن سعيد الثوري أبو عبدالله، المتوفى سنة إحدى وستين ومائة. لما قُتِل الإمام إبراهيم بن عبدالله (ع) قال: ما أظن الصلاة تُقْبل؛ إلا أن فعلها خير من تركها. وكان يقول: حب بني فاطمة والجزع لهم مما هم عليه من الخوف والقتل يُبكي مَنْ في قلبه شيء من الإيمان. وكونه من خلصان الزيدية، معلوم بين علماء البرية؛ وكان من خواص الإمام عيسى بن زيد بن علي (ع). (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٤) عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج - بضم الجيم الأولى مصغر - المكي، أبو الوليد، ويقال: أبو خالد مولى أمية بن خالد بن أسيد. وأصله رومي. توفي سنة خمسين أو إحدى وخمسين أو تسع وأربعين ومائة وقد جاوز المائة. (طبقات الزيدية باختصار).