شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر نبوة نبيئنا محمد ÷

صفحة 402 - الجزء 2

  ألا ترى أُبَيّاً حذف من سورة براءة وأثبته عبدالله بن مسعود، وأثبت أبي بن كعب في مصحفه الذي كتب خمس سور الفاتحة والمعوذتين وسورتي القنوت.

  قلت: ولعل سورتي القنوت ما ذكره الأسيوطي⁣(⁣١) في الإتقان في علوم القرآن، قال: وَأَخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ⁣(⁣٢) فِي الدُّعَاءِ مِنْ طَرِيقِ عباس⁣(⁣٣) بْنِ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلَى الْأَسْلَمِيِّ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زبير⁣(⁣٤) الْغَافِقِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ⁣(⁣٥) بْنُ مَرْوَانَ: لَقَدْ عَلِمْتُ مَا حَمَلَكَ عَلَى


(١) عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين الخضيري السيوطي، جلال الدين، [مولده] ٨٤٩ هـ، حافظ مؤرخ أديب. نشأ في القاهرة يتيما، (مات والده وعمره خمس سنوات) ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس، وخلا بنفسه في روضة المقياس، على النيل، منزويا عن أصحابه جميعا، كأنه لا يعرف أحدا منهم، فألف أكثر كتبه. وبقي على ذلك إلى أن توفي [سنة] ٩١١ هـ. من كتبه (الإتقان في علوم القرآن) و (الجامع الصغير) في الحديث، و (جمع الجوامع، ويعرف بالجامع الكبير) [وغيرها]. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني؛ له مصنفات منها المعاجم الثلاثة: «الكبير» و «الأوسط» و «الصغير» وهي أشهر كتبه. مولده سنة ستين ومائتين بطبرية الشام، وسكن أصبهان إلى أن توفي بها يوم السبت لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة، وعمره تقديراً مائة سنة، وقيل إنه توفي في شوال، والله أعلم، والطبراني: بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة والراء وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى طبرية. (وفيات الاعيان باختصار).

(٣) الذي في الطبراني: (عباد).

(٤) الذي في الطبراني: (زرير).

(٥) عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، أبو الوليد. من دهاة بني أمية، استعمله معاوية على المدينة وهو ابن ١٦ عاماً، تولى الحكم بعد أبيه سنة ٦٥ هـ، فكان جباراً، ظالماً، تغلب على مصعب، وعبد الله بن الزبير، سلط الحجاج على العراق، وهو مضرب المثل في الجبروت والبطش، فقتل في سجونه وحروبه أمماً من الأخيار، وبلغ سفكه للدماء مبلغاً لم يبلغه أحد في تاريخ الإسلام، وفي فوات الوفيات: لما أفضى الأمر إلى عبد الملك كان المصحف في حجره فأطبقه، وقال: هذا فراق بيني وبينك، نقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العربية، وصكت الدنانير، [ولد] ٢٦ هـ ومات ٨٦ هـ بدمشق. (معجم رجال الاعتبار باختصار).