شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[عودة إلى ما حكاه العنسي | من شبه الملاحدة]

صفحة 405 - الجزء 2

  أُبي» ولم يقل زيد، وقال لأبي بن كعب: أمرت أن أعرض عليك القرآن.

  قالوا: ولم لا قرأتم بقراءة ابن مسعود بل عددتم كثيراً منها من الشاذ وقد قال فيه النبي ÷: «رضيت لأمتي بما رضي لها ابن أم عبد» وغير ذلك.

  قالوا: ولا سيما أن اتّباع عثمان لزيد بن ثابت دون أبي وعبدالله بن مسعود كان عن هوىً قالوا: لأن زيداً كان يميل عن علي ولهذا لم يبايع حين آل الأمر إليه وكان ميله إلى عمر وعثمان وكانا يقربانه ويستخلفانه.

  قالوا: ولهذا ادعى أبي بن كعب على عمر دعوى وجحده عمر فتخاصما إلى زيد فوجبت اليمين على عمر فلما أراد أبي أن يستحلفه قال زيد: لو أعفيت أمير المؤمنين وكان زيد يتحول لعمر عن موضعه وهو موضع الحكم وقال له: لو أرسلت إلي لأتيتك ونهاه عمر عن هذا.

  قالوا: وذلك يدل على حيف زيد بن ثابت وهو الذي جمع القرآن وحمل الناس عليه عثمان وهو الذي في أيدي الناس إلى الآن فكيف تقع الثقة به مع هذه الأحوال فإنه لم يكن كتب في زمن محمد ÷.

  قالوا: مع ما روي أنهم كانوا يقولون بالرأي ويعتمدونه.

  قال: والجواب والله الموفق إلى الصواب: أن ما ذكروه معظمه الطعن على الصحابة ونسبة الخلل والغلط عليهم وذلك لو صح فإنه لا يوقع التهمة والظنة في القرآن؛ لأن من عرف الأخبار وبحث عن السير والآثار علم أن القرآن الذي يُقرأ الآن هو الذي كان في زمن محمد # والتحدي الذي فيه مؤذن بذلك لأن التحدي فيه لجميع الأمة إلى آخر الدهر فإنه هو الحجة لهم وعليهم فلو كان فيه مدخل أو غلط أو نسيان أو زيادة أو نقصان لكان ذلك من أعظم [.... (⁣١)] من أهل الفصاحة والبلاغة الآن ممن هو على مثل لغته وهي اللغة التي كان عليها


(١) ساقطاً تقديره: من أعظم المطاعن لمن كان من أهل والله أعلم. (من هامش الأصل).