(فصل): في بيان الأول من الأدلة الثلاثة المتقدم ذكرها
  والثالث: الكتاب؛ لقوله ø: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}[الكهف: ١]، والكتابة مأخوذة من الجمع يقال: كتبتُ السقاء بالخَرزِ إذا جمعته.
  والرابع: الذكر؛ لقوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}[الزخرف: ٤٤].
  (وهو المتواترة تلاوته) أي قراءته بين المسلمين، وقد قيل في حده: هو المنزل للإعجاز بسورة منه، فخرج بقوله: «المنزل» الكلام الذي لم ينزله الله تعالى، وبقوله: «للإعجاز» المنزل لا للإعجاز كسائر الكتب السماوية فإنها لم تنزل للإعجاز.
[الكلام على البسملة والسورة والآية]
  (وخالف كثير في كون البسملة في أوائل السور قرآنا) وهم بعض السلف من الصحابة وقراء المدينة والبصرة والشام وفقهاؤها وأبو حنيفة ومالك(١) والثوري والأوزاعي(٢).
  قال جار الله: ولذلك لا يجهرون بها في الصلاة.
  قالوا: وإنما أتي بها للفصل والتبرك عملاً بقوله ÷: «كل أمرٍ ذي بال لم
(١) مالك بن أنس الأصبحي، أبو عبدالله، فقيه دار الهجرة، ولي آل محمد (ع)، المبايع للإمام المهدي لدين الله، محمد بن عبدالله النفس الزكية (ع)، والمفتي بالخروج معه. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار). وفي الثمرات: مالك بن أنس بن مالك بن أبي عمرو بن الحارث الأصبحي، أبو عبد الله المدني صاحب الموطأ، أحد الأعلام، وإمام دار الهجرة، ضرب بالسياط مائة وسبعين سوطا، وسببه أنه قيل: إنه لا يرى بيعة الظلمة، وبعدها لزم بيته عشرين سنة، وترك الجمعة والجماعة توفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة ١٧٩ هـ وقيل: في صفر تلك السنة، قال الواقدي: مات وهو ابن سبعين سنة، وحمل به في البطن ثلاث سنين. (باختصار).
(٢) عبد الرحمن بن عمرو بن محمد الأوزاعي، من قبيلة الأوزاع، أبو عمرو: إمام الديار الشامية في الفقه والزهد. ولد في بعلبك ٨٨ هـ ونشأ في البقاع، وسكن بيروت وتوفي بها ١٥٧ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).