شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في بيان الأول من الأدلة الثلاثة المتقدم ذكرها

صفحة 425 - الجزء 2

  يبدأ في أوله باسم الله فهو أجذم» وقيل: أبتر، وقيل: خداج.

  وقال في التيسير في معرفة القراءات السبع ما لفظه: اختلفوا في التسمية بين السور فكان ابن كثير⁣(⁣١) وقالون⁣(⁣٢) وعاصم⁣(⁣٣) والكسائي يبسملون بين كل سورتين في جميع القرآن ما خلا الأنفال وبراءة فإنه لا خلاف في ترك التسمية بينهما، وكان الباقون فيما قرأنا لهم لا يبسملون بين السور⁣(⁣٤).

  وأجمعوا على أنها بعض آية من القرآن في سورة النمل في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣٠}.

  والحق وهو قول الجمهور أنها آية من القرآن في كل سورة كما يأتي الآن إن شاء الله تعالى.

  واعلم أن السور جمع سورة، والسورة: البعض المترجم أوله وآخره بإعلام


(١) عبد الله بن كثير الداري المكي، أبو معبد: أحد القراء السبعة. كان قاضي الجماعة بمكة. وكانت حرفته العطارة. ويسمون العطار «داريا» فعرف بالداري. وهو فارسي الاصل. [مولده ووفاته] بمكة (٤٥ - ١٢٠ هـ). (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) عيسى بن ميناء بن وردان بن عيسى المدني، مولى الأنصار، أبو موسى: أحد القراء المشهورين. من أهل المدينة، مولدا ووفاة. (١٢٠ - ٢٢٠ هـ) انتهت إليه الرياسة في علوم العربية والقراءة في زمانه بالحجاز. وكان أصم يقرأ عليه القرآن وهو ينظر إلى شفتي القارئ فيرد عليه اللحن والخطأ. و «قالون» لقب دعاه به نافع القارئ لجودة قراءته، ومعناه بلغة الروم جيد. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) هو عاصم بن أبي النجود ويقال له ابن بهدلة وقيل: اسم أبي النجود عبد وبهدلة اسم امه وهو مولى نصر بن قعين الأسدى ويكنى أبا بكر، وهو من التابعين، وتوفي بالكوفة سنة ثمان وقيل سنة سبع وعشرين ومائة. (التيسير في القراءات السبع لأبي عمرو الداني باختصار).

(٤) أي في الوصل بين السورتين فقط ولذا قال في التيسير بعد هذا الكلام: ولا خلاف في التسمية في أول فاتحة الكتاب وفي أول كل سورة ابتدأ القارئ بها ولم يصلها بما قبلها. انتهى. هذا وقال النشار في المكرر فيما تواتر من القراءات السبع وتحرر: أجمع القراء على البسملة في أول الفاتحة سواء ابتدأ بها القارئ أو وصلها بـ {قل أعوذ برب الناس}، وأجمع القراء على ترك البسملة في أول براءة، وكذلك اتفقوا أيضا على البسملة في ابتداء كل سورة غير براءة.