نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب وصلاة الجماعة

صفحة 189 - الجزء 1

  وأما حديث همه ÷ بإحراق بيوت قوم الخ [٣٨٨] فليس في شيء من هذا الباب، إنما هو في صلاة الجمعة كما نص عليه (ابن مسعود) في خبره بلفظ «لقد هممت أن أمر رجلا يصلي بالناس ثم احرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم «[٣٨٩] عند أحمد ومسلم؛ سلمنا فوروده في حق قوم من المنافقين، قال السيد هاشم حديث» لقد هممت «الخ فهو صريح في شأن جماعة من المنافقين قلت: ويؤيده ما روى أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله ÷ يوما الصبح فلما سلم قال:» أشاهد فلان؟ قالوا: لا، قال: «أشاهد فلان؟» قالوا: لا قال: «إن هاتين الصلاتين أثقل الصلاة على المنافقين» [٣٩٠] عند أبي داود والنسائي؛ وأما حديث ابن أم مكتوم فهو في سياق حديث هم الإحراق [٣٩١] في رواية أحمد وابن خزيمة والحاكم والكلام فيه ما مضى؛ سلمنا فيعارضه خبر بل النعال⁣(⁣١)، وخبر ابن عباس فلم يمنعه من إتباعه عذر [٣٩٢]، رواهما ابوداود والعمى عذر.


  قوله: واما همه و باحراق بيوت الخ عن النبي ÷ انه قال: «لقد هممت أن آمر بالصلاة أن تقام ثم أمر رجالا من قريش فيحملون حزما من حطب فيها نار فاحرق على قوم لا يحضرون الصلاة [بيوتهم]⁣(⁣٢)» رواه في الشفاء.

  قوله: كما نص عليه ابن مسعود في خبر عن ابن مسعود أن النبي ÷ قال لقوم يتخلفون عن الجمعة: «لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم احرق على رجال يتخلفون عن الجمعة» بيوتهم أخرجه أحمد ومسلم.

  قوله: أبي بن كعب الخ عن أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله ÷ وفيه صلاة الفجر ثم التفت إلينا فقال: «أشاهد فلان» قالوا: نعم، ولم يشهد الصلاة، فقال: «أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا» رواه الإمام ابوطالب في أماليه واخرج، نحوه ابوداود والنسائي بلفظ قال صلى بنا رسول الله ÷ يوما الصبح فلما سلم قال: «أشاهد فلان» قالوا لا قال: «أشاهد فلان» قالوا: لا قال: «إن هاتين الصلاتين أثقل الصلاة على المنافقين ولو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا على الركب».

  قوله: وأما حديث ابن أم مكتوم الخ روي أن رسول الله ÷ أتى المسجد فرأى في القوم رقة فقال: «إني لأهم أن اجعل للناس إماما ثم اخرج فلا اقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه» فقال ابن أم مكتوم يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلا وشجرا ولا اقدر على قائد كل ساعة أيسعني أن أصلي في بيتي قال: «أتسمع الأذان» قال: نعم قال: «فأتها» أخرجه أحمد وابن خزيمة والحاكم.

  قوله: خبر بل النعال عن أبي مليح عن أبيه انه شهد مع رسول الله زمن الحديبية يوم جمعة وقد أصابهم مطر لم يبل أسفل نعالهم فأمرهم أن يصلوا في رحالهم - أخرجه ابوداود وعن ابن عمر أن رسول الله ÷ كان يامر مؤذنا يؤذن ثم يقول على أثره «الصلاة في الرحال في الليلة المطيرة في السفر» أخرجه بخاري ومسلم وموطأ وكذا ابوداود مع زيادة له في أخرى قال نادى منادي رسول الله ÷ بذلك في المدينة في الليلة الباردة والغداة القرة⁣(⁣٣) - اهـ.

  قوله: وخبر ابن عباس عن ابن عباس أن رسول الله ÷ قال: «من سمع المنادي فلم يمنعه من أتباعه عذر» قالوا: وما العذر؟ قال: «خوف أو مرض لم يقبل الله الصلاة التي صلاها» أخرجه ابوداود والدار قطني وفيه [أبو جناب]⁣(⁣٤) ضعفه جماعة ورماه آخرون بالتدليس، وأخرجه ابن ماجة وابن حبان والدرقطني والحاكم وبقي⁣(⁣٥) بن مخلد عن عبد الحميد بن بيان عن هشيم عن شعبة بلفظ «من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر» مرفوعا، هكذا⁣(⁣٦) قال ابن حجر وإسناده صحيح، وأخرجه عبد الحق من طريق أخرى وصحح إسناده.


(١) فإنها لو كانت الجماعة فرضا لما أذن بالصلاة في المنازل فإن الأمر بالصلاة فيها مطلق يصدق على الفرادي و الجماعة فلا يقال لا يلزم أن تكون الصلاة فيها فرادى بل ورد في رواية أنها فرادى لا جماعة تمت.

(٢) في الأصل: ببيوتهم، وما أثبتناه من الشفاء تمت.

(٣) قال في النهاية: القر البرد إلى أن قال: ويوم قر بالفتح أي بارد وليه قرة

(٤) الكلبي يحيى بن أبي حية اهـ روض، قال في حاشيته هو بالجيم والنون والألف والباء تمت.

(٥) بالباء والقاف والياء تمت.

(٦) أي بزيادة إلا من عذر تمت.