نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

فصل ومن السنن

صفحة 224 - الجزء 1

  وان الصلاة عندهم وحدانا أفضل وكذلك السنة إلا في الفريضة فإن الجماعة أفضل هكذا في الجامع الكافي، قال في الانتصار وروى (الصادق) عن أبيه (الباقر) عن علي # عن الرسول الله ÷ انه خرج على بعض أصحابه في بعض ليالي رمضان وهم يصلون النوافل جماعة فقال ÷: «صلاة الضحى بدعة وصلاة النوافل في رمضان جماعة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» ثم قال: «قليل في سنة خير من كثير في بدعة» [٥٥٦]، وفي البخاري عن (عمر) في التراويح هذه نعمت البدعة [٥٥٧]، قلت: وأما رواية المجموع [٥٥٨] فليس فيها دلالة على كونها مشروعة ولا انه فعلها علي # وأمره للمصلي بالناس إنما هو تبيين لما كان يعتادونه من فعلها في ولاية عمر بدلالة ما قدمناه من رواية نهيه وقد صرح (القاسم) أن عليا # نهى عنها [٥٥٩] رواه في الجامع الكافي، قلت: والنهي إنما هو عن التجميع فيها لإشعاره بزيادة في الدين ما ليس منه فمن فعلها منفردا فقد أحسن بل فعله هذا من جملة التطوعات المندوب إليها على أي صفة [وعدد]⁣(⁣١) وقع قال علي #: يا بني لا أنهاكم عن الصلاة إن الله لا يعذب على الحسن ولكن يعذب على السيء [٥٦٠].

  (القاسم والهادي وابوطالب) وأما الضحى بنيتها فبدعة لما مر [٥٦١].


  قوله: عن الرسول الخ عن جعفر الصادق عن أبيه الباقر عن علي # عن الرسول ÷ انه خرج يوما على بعض أصحابه في بعض ليالي رمضان وهم يصلون النوافل جماعة فقال: «صلاة الضحى بدعة وصلاة النوافل في رمضان جماعة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار»، وقال: «قليل في سنة خير من كثير في بدعة» رواه في الانتصار.

  قوله: عن (عمر) في الموطأ وابن أبي شيبة والبيهقي عن عمر انه جمع الناس على أبي بن كعب فكان يصلي بهم في شهر رمضان عشرين ركعة - الحديث، وهو في البخاري بزيادة فقال عمر: نعمت هذه البدعة.

  قوله: وأما رواية المجموع الخ عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي # انه أمر الذي يصلي بالناس صلاة القيام في شهر رمضان أن يصلي بهم عشرين ركعة يسلم في كل ركعتين ويراوح ما بين كل أربع ركعات⁣(⁣٢) ساعة ليرجع⁣(⁣٣) ذو الحاجة ويتوضأ الرجل وان يوتر لهم من آخر الليل حين الانصراف.

  قوله: وقد صرح الخ عن القاسم بن إبراهيم # أن عليا # نهى عنها يعني صلاة التراويح - رواه في الجامع الكافي.

  قوله: قال علي #: يا بني لا أنهاكم عن الصلاة إن الله لا يعذب على الحسن ولكن يعذب على السيء - رواه في العلوم.

  قوله: لما مر يعني قوله ÷ «صلاة الضحى بدعة» من حديث الانتصار، وعن الهادي # روي لنا بالصحيح من الرواية انه نظر يعني النبي ÷ إلى رجل يصلي الضحى فقال: «ماله ينحر الصلاة نحره الله» ذكره في المنتخب، وعن علي # لما صلى رسول الله ÷ الضحى إلا يوم فتح مكة رواه في المجموع، وعن عائشة قالت: ما صلى النبي ÷ و الضحى إلا يوم فتح مكة - رواه البزار ورجاله موثقون وفي بعضهم كلام لا يضر أورده في مجمع الزوائد، وعن عبد الله بن أبي أوفا أن رسول الله ÷ صلى ركعتين حين بشر بالفتح وحين بشر برأس أبي جهل - أخرجه البزار والطبراني في الكبير، قلت: وهذا أقوى قرينة انه لم يصلها رسول الله ÷ إلا شكراً وأنها ليست بسنة، قال الهادي #: وإنما صلاة الضحى كانت تعرف من بدو مكة وجفاتها ثم استن بهم الجهال بعد⁣(⁣٤)، وقال ابو جعفر في العلوم إنما كان بدؤها أن النبي ÷ لما قدم المدينة قال: «صلاة في مسجدي هذا أحب إلي من ألف صلاة فيما سواه إلا الكعبة» قال: فكانت الأنصار إذا زارت النبي ÷ أو جاء الرجل منهم من ضيعته إلى المدينة صلى فيه فابصر الناس الأنصار يصلونها فصلوها فأما رسول ÷ فلم يصلها إلا يوم فتح مكة - اهـ.


(١) في الأصل وعد، والصواب ما أثبتناه من الروض تمت.

(٢) قال في المنهاج سميت صلاة التراويح لهذه المراوحة تمت روض.

(٣) في المجموع: فيرجع تمت.

(٤) في المنتخب: من بعد. تمت.