باب في نفل الصلاة
  قلت: وصلاة الأسبوع قد ورد في فضيلتها وتدوينها أحاديث ذكرها في الإرشاد والعبرة الصحة فصلاة(١) التهجد(٢) [٥٦٢]، والركعتان بعد الوضوء [٥٦٣] عند أبي داود، وللاستخارة عند بخاري، وغيره من حديث جابر [٥٦٤]، وللحاجة [٥٦٥] عند الترمذي وغيره من رواية ابن أبي أوفى،
  قوله: فصلاة التهجد عن رسول الله ÷ «التهجد هو نور تنور به بيتك» رواه في المجموع والعلوم، قال زيد بن علي والتهجد هو: القيام بعد النوم والهجود هو النوم - أيضا وفي أمالي أبي طالب عن سلمان قال: سمعت رسول الله ÷ يقول «من صلى ثماني ركعات من الليل والوتر يداوم عليهن حتى يلقى الله فتح الله له اثني عشر بابا من الجنة يدخل من أيها شاء» ورواه في العلوم، ورواه الهادي # في الأحكام، ورواه في المجموع عن علي.
  قوله: والركعتان بعد الوضوء عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله ÷ قال: «من توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى ركعتين لا يسهو فيهما غفر الله له(٣) ما تقدم من ذنبه» أخرجه ابوداود، وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله ÷: «ما من احد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة» أخرجه ابوداود والنسائي.
  ن حديث جابر عن جابر قال: كان النبي ÷ لا يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرءان يقول «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا اعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال -: عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه اللهم وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال -: عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به - قال -: ويسم حاجته» أخرجه البخاري وابوداود والترمذي والنسائي، ورواه الهادي # في الأحكام برواية أخصر من هذه قال: وبلغني عن رسول الله ÷ انه قال: «من سعادة الرجل كثرة استخارته ومن شقاوته ترك الاستخارة»، وفي أمالي أبي طالب من رواية عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن أبيه $ قال: كان رسول الله ÷ يعلم أصحابه الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرءان كان يقول «إذا أراد أحدكم أمرا فليسمه وليقل اللهم إني أستخيرك فيه بعلمك وأستقدرك فيه بقدرتك وأسألك فيه من فضلك فانك تعلم ولا اعلم وتقدر عليه ولا اقدر وأنت علام الغيوب اللهم ما كان خيرا لي في أمري هذا فارزقنيه ويسره لي واعني عليه وحببه إلي وأرضني به وبارك لي فيه وما كان شرا لي فاصرفه عني ويسر لي الخير حيث كان»، قلت: لم تذكر هذه الصلاة في رواية الأحكام والأمالي وإنما أوردنا روايتيهما تبركا.
  قوله: وللحاجة عن عبد الله بن أبي اوفا قال: قال رسول الله ÷: «من كانت له حاجة [إلى أحد](٤) من بني ادم فليتوضا وليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله تعالى وليصل على النبي ÷ الله ثم ليقل لا اله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك من موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا ارحم الراحمين» أخرجه الترمذي، ونسبه الإمام أحمد بن هاشم في السفينة إلى الاعتصام، ونسبه في الجامع الصغير إلى الحاكم وابن ماجة.
(١) عبارة البحر: وَصَلاة الاسبوع مأثورَة، وَصَلاهُ التهَجُدِ فَرْضِ عَلَيْهِ ÷ ندبٌ مِنَا، وَالرَّكْعَتَانِ بَعْدَ الوُضُوءِ، وَلِلاسْتِخَارَةِ، وَلِلحَاجَةِ مَأثُورَة أَيْضًا وَصَلاهُ التَسبيح والفرقان، وَمُكَمِّلات الخَمْسِينَ مَأثَورَة أَيْضًا اهـ، وهذه العبارات أوضح تمت.
(٢) ثابتة في المجموع والعلوم. تمت.
(٣) في سنن أبي داود وتخريج البحر عنه: غفر له، بدون لفظ الجلالة تمت.
(٤) من المسودة تمت.