كتاب الجنائز
  فصل «١» ويحرم النعي(١) والنياحة وتوابعهما(٢) لنهيه ÷ [٢٩]، .................
  فائدة: روي جابر قال: قال رسول الله ÷: «لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا إلى ذلك»، علي بن محمد بن حسين بن عيسى بن زيد عن أبيه عن عمر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله ÷: «ادفنوا موتاكم بالنهار فان ملائكة النهار اراف من ملائكة الليل» روى ذلك(٣) في العلوم، ويندب: أن يقرأ عند المحتضر سورة يس لما روى علي # من جملة حديث قال: قال لي رسول الله ÷: «يا علي أكثر من قراءة يس [الى أن قال] ولا قرئت عند رأس ميت قد حضر أجله إلا خفف الله عنه(٤)» رواه المرشد بالله في أماليه، وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله ÷: «اقرءوا يس على موتاكم» أخرجه ابوداود وابن ماجة واحمد وابن حبان وصححه والنسائي، واخرج صاحب مسند الفردوس عن أبي الدرداء وأبي ذر قالا: قال رسول الله ÷: «ما من ميت يموت فيقرأ عنده يس إلا هون الله عليه»، وفي الباب عن أبي ذر وحده - أخرجه ابو الشيخ في فضل القرءان، وأن يسجّى لما روت عائشة أن النبي ÷ سجي بثوب حبرة(٥) - رواه في الشفاء، وأخرجه بخاري ومسلم واحمد.
  قوله: لنهيه عن النبي ÷ أنه نهى عن النوح - رواه في المجموع والأصول والشفاء، وعن جابر عن النبي ÷ قال: «إنما نهيت عن النوح» أخرجه ابن أبي شيبة، وعن ابن مسعود عن النبي ÷ أنه نهى عن النوح - أخرجه البزار، وفيه [عيسى بن أبي عيسى] ضعيف ذكره في مجمع الزوائد، قال في الشفاء: والنوح والنياحة تعديد محاسن الميت وهو مأخوذ من التناوح وهو التقابل(٦)، وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «ليس منا من حلق ولا من سلق ولا من خرق ولا من دعا بالويل والثبور» قال زيد بن علي: السلق الصياح، والخرق: خرق الجيب، والحلق: حلق الشعر - رواه في المجموع والشفاء والأصول، وعن النبي ÷ انه قال: «صوتان ملعونان فاجران في الدنيا والآخرة صوت رنة(٧) عند مصيبة وشق جيب وخمش وجه ورنة شيطان، وصوت عند نعمة لهو(٨) ولعب ومزامير شيطان(٩)» رواه في الشفاء والأصول، وفي الباب أحاديث أخر
(١) النعي للميت هو: الصوت الشهير المؤذن بالتفجع على الميت، وأما النياحة: فهي الصباح بالويل والثبور ونحوهما، وأما توابعها: فخمش الوجه وشق الجيب ونشر الشعر ونحو ذلك. تمت شرح بحر.
(٢) في البحر: وتوابعها اهـ أي النياحة. تمت.
(٣) أي الخبرين تمت.
(٤) في الأمالي: إلا خفف الله عليه. تمت.
(٥) الحبير مِن البُرُود: ما كان مَوْشِيًّا مخططاً، يقال بُرْدُ حَبيرٍ، وبُرْدُ حِبرَة بوزن عِنَبة: على الوصف والإضافة، وهو بُرْد يمان، والجمع حِبَرٌ وحِبَرات تمت نهاية.
(٦) في المسودة التقاتل، والصواب ما أثبتناه من الشفاء تمت.
(٧) قال في كتاب فقه اللغة للثعالبي: إذا أخرج المكروب أو المريض صوتا رقيقا فهو الرنين تمت.
(٨) في الأصل: عند نعمة ولهو بإثبات الواو، والصواب حذف الواو كما أثبتناه عن الشفاء تمت.
(٩) قال في المجازات النبوية للرضي: وهذه استعارة وذلك أنه لما كان كل صوت مكروه ينسب الى الشيطان كضروب الغناء وعويل النساء حسن أن يضاف صوته الى الشيطان على طريق المجاز والاتساع تمت. باختصار.