كتاب الجنائز
  ولا من يبغض عليا # الطنة للحديث المشهور «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» [١٠٣]. ولا على من ترك شيئا من عظائم سنة محمد ÷ إلا أن يكون تركه خوفا على نفسه لخبر علي # [١٠٤].
  قوله: للحديث المشهور الخ قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: وقد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين على أن النبي ÷ له قال له يعني عليا #: «لا يبغضك إلا منافق ولا يحبك إلا مؤمن» اهـ، وعنه ÷: «يا علي بحبك يعرف المؤمنون وببغضك يعرف المنافقون من احبك من أمتي فقد برئ من النفاق ومن أبغضك لقي الله منافقا» رواه في المجموع، وعنه ÷ انه قال لعلي: «الويل لمن أبغضك من بعدي» أخرجه أحمد، وعن حبشي بن جنادة إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم عليا - أخرجه أحمد عن أبي سعيد، وفي مناقب ابن المغازلي بإسناده عنه ÷: «يا علي لا تبالي من مات وهو يبغضك مات يهوديا أو نصرانيا» واخرج ابونعيم عنه ÷ انه قال في علي: «من ابغضه ابغضني»، واخرج الديلمي انه ÷ قال فيه: «حبه إيمان وبغضه نفاق» واخرج الحاكم في المستدرك والدار قطني في الأفراد من جملة حديث عنه ÷: «من احبك أحبني ومن أبغضك ابغضني»، وروى في كتاب إشراق الصباح(١) لإبراهيم بن محمد الصنعاني من جملة حديث طويل عن جعفر بن محمد عن آبائه «لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر منافق وهو علم الهدى»، وعن علي # قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي ÷ إلىّ لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق - أخرجه الحميدي وابن أبي شيبة واحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان وابو نعيم في الحلية وابن أبي عاصم، ومن ذلك،
  قوله: ÷ لعلي «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة،
  وقوله: «لا يحب عليا منافق» أخرجه الترمذي، وعن سلمان عنه ÷: «من ابغض عليا فقد ابغضني» أخرجه الحاكم في المستدرك، وعنه ÷: «من مات وهو يبغضك [يا علي](٢) مات ميتة جاهلية ومحاسبه الله(٣) في ما عمل في الإسلام» أخرجه الطبراني عن ابن عمر، وعن أم سلمة عنه ÷: «لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق» أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل، واخرج ابن أبي شيبة عنها عنه ÷: «لا يبغض عليا مؤمن ولا يحبه منافق» وأخرجه الطبراني بلفظ: «لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق»، وعن ابن عباس قال: خرج رسول الله ÷ قابضا على يد علي فقال: «ألا من ابغض هذا فقد ابغض الله ورسوله ومن أحب هذا فقد أحب الله ورسوله» أخرجه ابن النجار، وعن علي # عنه # انه قال: «من مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمله الإسلام» أخرجه ابو يعلى قال البوصيري(٤): رواته ثقات؛ واستيفاء ما جاء في ذلك يحتاج إلى بسط لا يليق بهذا الكتاب وما ذكرناه كاف
  قوله: لخبر علي عن علي # قال: أتى إلى النبي ÷ رجل وهو شاب من أهل الكتاب فاسلم وهو أغلف(٥) فقال له رسول الله ÷: «إختتن» فقال: إني أخاف على نفسي فقال ÷: «إن كنت تخاف على نفسك فاترك» فمات فصلى عليه وأهدى له فأكل - رواه في المجموع والعلوم والشفاء، وعن علي # قال: لا يصلى على الاغلف لأنه ضيع من السنة أعظمها إلا أن يكون ترك ذلك خوفا على نفسه - رواه في المجموع والعلوم والمؤيد بالله والشفاء والأصول
(١) في شرح الغاية: إشراق. الإصباح تمت.
(٢) في المعجم الكبير للطبراني: يحاسبه الله بما عمل في الإسلام اهـ برقم حديث ١٣٣٧٣ تمت.
(٣) ما بين المعكوفين من المعجم الكبير للطبراني. تمت.
(٤) في الأصل: البويصيري، وما أثبتناه هو الصواب، وهو الحافظ أحمد بن أبي بكر بن اسماعيل [البوصيري] مصري ولد بابو صير سنة ٧٦٢، وتوفي ٨٤٠ هـ اهـ الأعلام للزركلي، ذكر هذا الحديث في كتابه الزوائد باب من آذاه أو أبغضه أو سبه الحديث رقم ٦٦٧٢ تمت.
(٥) الأغلف: غير المختون. تمت.