كتاب الجنائز
  ولا بأس بالقباب والمشاهد ورسم الاسم على الفضلاء إذا كان في ذلك سببٌ للزيارة ولاستعمال المسلمين ذلك ولم ينكر، لا على وجه الزخرفة فلا يجوز لخبر جابر، (العترة ثم الشافعي وأبو حنيفة) ويكره اقتعاد القبر ووطؤه ونحوهما(١) لقوله ÷: «ولا تقعدوا عليها ..»، قلت: وظاهر النهي التحريم، وندب الوقوف عنده والاستغفار له ثم يقول اللهم جاف(٢) الأرض الخ لفعله ÷.
  وندب للجيران والقرابة حمل طعام لأهل الميت يشبعهم يوما وليلة لقوله ÷ عند أبي داود «اصنعوا لآل جعفر طعاما» [١٤٤].
  فصل «١١» وندبت التعزية لكل بما يليق به(٣) لقوله ÷: «من عزى مصابا فله مثل أجره» [١٤٥]، وندب تعزية الخضر [١٤٦]، وندب زيارة القبور لقوله ÷: «زوروا قبور موتاكم» الخبر، وخصوصا قبور موتى أهل البيت # لقوله ÷: «من زار قبرا من قبورنا أهل البيت ثم مات من عامه الذي زار فيه وكل الله بقبره سبعين ملكا يسبحون له إلى يوم القيامة» [١٤٧] رواه (أبو طالب)، وندب قراءة الإخلاص إحدى عشرة مرة لخبر الصحيفة [١٤٨].
  قوله: لخبر جابر تقدم.
  قوله: ولا تقعدوا عليها تقدم من خبر جابر.
  قوله: اللهم جاف الأرض الخ لفعله ÷ تقدم في خبر المطلبي.
  قوله: «اصنعوا لآل جعفر طعاما» عن عبد الله بن جعفر قال: جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي ÷: «اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم» أخرجه أحمد وابوداود وابن ماجة والشافعي والترمذي، وحسنه وصححه ابن السكن، وأخرجه أيضا أحمد والطبراني وابن ماجة من حديث أسماء بنت عميس.
  فصل وندبت التعزية
  قوله: لقوله ÷ من عزى الخ عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ÷: من عزى مصابا فله مثل أجره «رواه في الشفاء، وأخرجه ابن ماجة والحاكم والترمذي وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث [علي بن عاصم] قال ابن عدي: قد رواه مع علي بن عاصم محمد بن الفضل بن عطية وعبد الرحمن بن مالك بن مغول، وروي عن إسرائيل وقيس بن الربيع والثوري وغيرهم.
  قوله: تعزية الخضر روي أن الخضر # عزى اهل بيت رسول الله ÷ فقال: إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل فائت وبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب - رواه في الشفاء ونحوه في الانتصار، واخرج نحوه الحاكم الطبراني عن انس وفيه [عباد بن عبدالصمد] ضعفوه، واخرج الشافعي نحو ذلك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده، وفيه [القاسم بن عبد الله بن عمر] قالوا: متروك وكذبه أحمد ويحي بن معين، قال أحمد: كان يضع الحديث،
  قوله: «زوروا قبور موتاكم» الخبر تقدم من رواية المجموع.
  قوله: لقوله ÷ «من زار قبرا من قبورنا أهل البيت ثم مات من عامه الذي زار فيه وكل الله بقبره سبعين ملكا يسبحون له إلى يوم القيامة» رواه بالسند الصحيح ابوطالب في أماليه والأمير الحسين في ينابيع النصيحة.
  قوله: وندب قراءة الإخلاص عن علي # قال: قال رسول الله ÷: من مضى على المقابر فقرأ قل هو الله احد إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات» رواه علي بن موسى بسنده الصحيح في صحيفته.
(١) كالإتكاء عليه ومد أغصان الكرم عليه وتشريق الثياب. تمت شرح بحر.
(٢) وجافِ الأرض: أي ارفع الأرض عن جنبيه. تمت.
(٣) ويستحب أن يقول: إذا عزى المسلم في المسلم عظم الله أجرك واحسن عزاءك وغفر لميتك، وإن كانا فاسقين أو كافرين: قال اصبروا فإنا لله وإنا إليه راجعون. تمت. شرح بحر.