كتاب الخمس
  (الإمام ثم النخعي وأبو حنيفة) ومن عقد الصوم ثم أغمي عليه كل اليوم صح صومه لكمال الشرط بالنية والإمساك لا بعده لتعذر النية.
  فصل «٤» وندب السحور [١٣]، وتأخيره وتعجيل الفطر [١٤]، وتفطير المؤمن ومواساته [١٥] وتضعيف أنواع الطاعات والمواظبة عليها والدعاء بالمأثور عند الإفطار [١٦] والدعاء في سائر الشهر للأثر [١٧] ومن شتم أغظى وقال: إني صائم [١٨]،
  فصل
  قوله: وندب السحور عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «إن الله وملائكته يصلون على المستغفرين بالأسحار والمتسحرين فليتسحر أحدكم ولو بجرعة من ماء» رواه الهادي إلى الحق، ورواه في العلوم وزاد في رواية المجموع وأمالي أبي طالب «فان ذلك بركة لا يزال الرجل المتسحر من تلك البركة شبعانا ريانا يومه» اهـ.
  قوله: وتأخيره في حديث المجموع عن علي # ثلاث من أخلاق الأنبياء صلى الله عليهم: تعجيل الإفطار وتأخير السحور ووضع الكف على الكف تحت السرة - اهـ.
  قوله: وتفطير المؤمن ومواساته وتضعيف أنواع الطاعات والمواظبة عليها إشارة إلى ما رواه الإمام ابو طالب بسنده إلى علي # قال: خطب رسول الله ÷ في آخر جمعة من شهر شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وهو شهر رمضان فرض الله عز وجل صيامه وجعل قيام ليلة منه بتطوع صلاة كمن تطوع سبعين ليلة في ما سواه من الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبركات خير من أداء فريضة من فرائض الله عز وجل في ما سواه ومن أدى فريضة من فرائض الله عز وجل فيه كمن أدى سبعين فريضة من فرائض الله فيما سواه من الشهور وهو شهر الصبر وان الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المواساة وهو شهر يزيد الله تعالى فيه في رزق المؤمن ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان [له](١) عند الله عز وجل بذلك عتق رقبة ومغفرة لذنوبه في ما مضى» فقيل له يا رسول الله ÷ ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما فقال: «إن الله تعالى كريم يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عز وجل حسابه وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره إجابة وعتق من النار ولا غنى بكم عن أربع خصال خصلتان ترضون الله تعالى بهما وخصلتان لا غنى بكم عنهما أما اللتان ترضون الله تعالى بهما فشهادة أن لا اله إلا الله واني رسول الله ÷ وأما اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة وتسألون الله تعالى العافية وتعوذون به من النار»،
  قوله: والدعاء بالمأثور عند الإفطار عن علي # قال: كان رسول الله ÷ إذا افطر قال: «اللهم لك صمنا وعلى رزقك افطرنا فتقبله منا» رواه في المجموع والعلوم وابوطالب في أماليه.
  قوله: في سائر الشهر في حديث العلوم والمجموع وأمالي أبي طالب عن علي مرفوعا «وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة إلى آخر ليلة ألا وإن الدعاء فيه متقبل» اهـ، وفي رواية لأبي طالب عن علي # قال: كان رسول الله ÷ يخطب في أول ليلة من شهر رمضان فيقول: «أيها الناس ابشروا فان الله قد كفاكم عدوكم من الجن والشياطين ووعدكم الإجابة فقال {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: ٦٠] فما منكم من احد يدعو بدعوة إلا استجيب له ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل فيقول دعوت فلم أُجَبْ»، وإنه ÷ قال: «إذا كانت أول ليلة من رمضان صفدت مردة الشياطين حتى ينقضي وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر اقصر» اهـ، وفي حديث ابن عمر «ويبعث الله مناديا ينادي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر كل ليلة إلى سماء الدنيا: يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر اقصر هل من داع فيستجاب له هل من سائل يعطى سؤله هل من مستغفر يغفر له هل من تائب فيتاب عليه» رواه ابوطالب في أماليه، وفي الأمالي عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «وكل الله عز وجل ملائكة بالدعاء للصائمين»، وقال رسول الله ÷: «اخبرني جبريل عن ربي قال ما أمرت أحدا من الملائكة بالدعاء لأحد من خلقي إلا وأنا استجيب له» اهـ.
  قوله: فليقل إني صائم عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «من أصبح صائما فشتم فقال: إني صائم سلام عليكم قال الرب عز وجل استجار عبدي بالصوم من عبدي أجيروه من ناري وأدخلوه جنتي» رواه ابوطالب.
(١) من الأمالي. تمت.