نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

شكر وتقدير:

صفحة 36 - الجزء 1

  وأبويوسف ومحمد: فو

  وابويوسف: ف

  ومحمد بن الحسن: محمد

  وزفر: فر

  وابوثور: ثور


  - ومنها الحديث المعلوم الذي لا ريب في صحته «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» ورواه في المجموع والأمالي (لأبي طالب) او الاستدلال به هنا كالاستدلال بآية المودة على إجماع العترة، وفي وجوب محبته أخبار لا تنحصر حتى قال أحمد بن حنبل وهو غير متهم في ذلك: لم يرو في احد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في علي #، وقال ابن هبة الله المدائني وهو مستدل على كلام قدمه: - لقوله ÷ «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب»، وقوله ÷ فيه «خازن علمي»، وقال تارة أخرى: «عيبة علمي»، وقد جاء في حقه الخبر المشهور المستفيض أنه «قسيم النار والجنة»، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين إن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا: لأنه لما كان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار كان بهذا الاعتبار قسيم النار والجنة، قال أبو عبيد: وقال غير هؤلاء بل هو قسيمها بنفسه في الحقيقة يدخل قوما إلى الجنة وقوما إلى النار، وهذا الذي ذكر ابو عبيد أخيرا هو ما يطابق الأخبار الواردة فيه يقول للنار: هذا لي فدعيه وهذا لك فخذيه - اهـ.

  - ومنها ما⁣(⁣١) في الدر المنثور للسيوطي اخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي ÷ فاقبل على # فقال النبي ÷: «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة» ونزلت {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧}⁣[البينة] فكان أصحاب رسول الله ÷ إذا اقبل علي # قالوا: جاء خير البرية -، [واخرج ابن عدي وابن عساكر عن اللي أبي سعيد مرفوعا «علي خير البرية»]⁣(⁣٢)، واخرج ابن عدي عن ابن عباس قال: لما نزلت {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية قال رسول الله ÷ لعلي: «هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين» واخرج ابن مردويه عن علي # مثله اهـ ملخصا؛ وغير ذلك من الأخبار التي بلغت فيه حد التواتر ولن يكون حبه إيمانا وبغضه نفاقا إلا والحق معه وكذا لو لم يكن الحق معه لم يكن للحكمة والعلم النبوي بابا.

  تذنيب⁣(⁣٣): اعلم أنه نقل في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين # في أحوال رواة الصحابة ما لفظه: إن في أيد الناس حقا وباطلا وصدقا وكنبا وناسخا ومنسوخا وعاما وخاصا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما⁣(⁣٤) ولقد كذب على رسول الله ÷ على عهده حتى قام خطيبا فقال: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ⁣(⁣٥) مقعده من النار» وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس:

  - رجل مناف مظهر الإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم⁣(⁣٦) ولا يتحرج يكذب على رسول الله ÷ متعمدا فلو علم أنه منافق كاذب لم يقدم منه، بصدقوا قوله ولكنهم قالوا: صاحب رسول الله رءاه وسمعه منه ولقف⁣(⁣٧) عنه فيأخذون بقوله وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك ثم بقوا بعده فتقربوا إلى أئمة الضلال والدعاة إلى النار بالزور والبهتان فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاما على رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله فهذا أحد الأربعة.


(١) ما بين المعكوفين من المسودة. تمت.

(٢) ما بين المعكوفين من المسودة. تمت.

(٣) التذنيب: هو جعل شيء عقيب شيء المناسبة بينهما من غير احتياج من أحد الطرفين. تمت تعريفات للجرجاني.

(٤) الهاء مفتوحة وهي مصدر وهمت بالكسر أوهم أي: غلطت وسهوت، وقد روي وهما وهو مصدر وهمت بالفتح أوهم إذا ذهب وهمك إلى شيء وأنت تريد غيره والمعنى متقارب. تمت شرح نهج.

(٥) تبوأت المنزل نزلته وبوأته منزلا أنزلته فيه. تمت شرح نهج.

(٦) لا يتأثم التأثم الكف عن موجب الإثم والتحرج مثله واصله الضيق كأنه يضيق على نفسه. تمت شرح نهج.

(٧) تناول عنه. تمت شرح نهج.