شكر وتقدير:
  فإذا أردنا إحدى الروايتين عن الشخص أضفنا إلى رمزه عينا - ما خلا (زيد بن علي) فإنه يوشك أن يلتبس برمز الإمام (عزالدين) - مثاله إحدى الروايتين عن (أبي حنيفة) (عج)،
  - ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ولم يتعمد كذبا فهو في يده ويرويه ويعمل به ويقول أنا سمعته من رسول الله ÷ فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه ولو علم هو انه كذلك لرفضه.
  - ورجل ثالث: سمع من رسول الله ÷ شيئا يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم أو سمعه ينهى عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ فلو علم أنه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
  - وآخر رابع: لم يكذب على الله ولا على رسوله ÷ مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما لرسول الله ÷ ولم يهم بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه فهو حفظ الناسخ فعل به وحفظ المنسوخ فجنب(١) عنه وعرف الخاص والعام والمحكم والمتشابه فوضع كل شيء في موضعه، وقد كان يكون من رسول الله ÷ الكلام له وجهان فكلام خاص وكلام عام فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله سبحانه [به](٢) ولا ما على رسول الله ÷ فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من اجله، وليس كل أصحاب رسول الله ÷ كان يسأله ويستفهمه حتى إن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي فيسأله ÷ حتى يسمعوا وكان لا يمر بي من ذلك شيء إلا سألته عنه وحفظته؛ فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم - اهـ، وفي المجموع عن علي قال: ألا لا يفت الناس إلا من قرأ القرءان وعلم الناسخ والمنسوخ وفقه وعلم الفرائض والمواريث - وفيه عن علي # قال ما دخل نوم عيني ولا غمض راسي على عهد رسول الله ÷ حتى علمت ذلك اليوم ما نزل به جبريل # من حلال أو حرام أو سنة أو كتاب أو أمر أو نهي وفيمن نزل - اهـ، وعنه # كنت إذا سألت رسول الله ÷ اعطاني وإذا سكت ابتدائي - أخرجه الترمذي.
  إذا عرفت هذا علمت أن الحق ما اختاره والدنا الهادي لدين الله وابو الطاهر أحمد بن عيسى(٣)، والمنصور بالله عبدالله بن حمزة(٤)، وغيرهم(٥) من أنه إذا روى احد الصحابة خبرا عن النبي ÷ ثبت عن أمير المؤمنين خلافه وجب العمل بما ثبت عن السنة الوصي # لكونه أعلم الناس بأخر الأمرين من رسول الله ÷ كيف وهو الأذن الواعية صلوات الله عليه وسلامه.
  الفصل الخامس اختلف في رواية مجهول العدالة: فعند (أكثر أئمتنا والجمهور من العلماء) لا يقبل؛ (أئمتنا $) إلا مجهول العترة، (الجمهور) أو صحابي، (المنصور بالله) أو تابعي، وروي عن (محمد بن منصور وعبد الله بن زيد(٦) والقاضي(٧) في العمد والحنفية وابن فورك وهو احد احتمالي أبي طالب واحد قولي المنصور بالله) أنه يقبل مع سلامة الظاهر من الفسق، احتج مثبت قبول مجهول العترة بما ورد في حقهم عن الشارع ووجوب مودة أحادهم ومراعاة حرمة الرسول في تحسين الظن به ولما اشتهر من تقشفهم(٨) وتنزههم عما نسب إلى غيرهم، وأجيب: أن ما ورد من الشارع فهو في حق جماعتهم لا أحادهم وإلا لزم أن كل فرد منهم معصوم والمعلوم خلافه وأما المودة فلا يلزم من حصول الأمر بها والامتثال قبول خبره لعدم حصول الظن بصدقه ونحن متعبدون بظن أنفسنا، ورد بأن وجوب المودة مفيد لتعديله وإلا لزم جرحه لغير دليل، وأجيب ببطلان اللازم مع قوله تعالى {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}[الإسراء: ٣٦] خصوصا في المتأخرين منهم وأما قدماؤهم فهم خارجون عما نحن فيه لشهرتهم وقلتهم فأمكن ضبط معرفتهم، =
(١) أخذ عنه جانبا. تمت شرح نهج.
(٢) من المسودة تمت.
(٣) العلوي ذكره في الأمالي ج/١ - ص ٢٣٨.
(٤) ذكره في الشافي ج / ٣ - ص ٢٣٣ - الطبعة الأولى تمت.
(٥) الإمام القاسم بن محمد ال في الإعتصام ج / ١ - ص ٤١٣ تمت.
(٦) العنسي. تمت.
(٧) عبد الجبار. تمت.
(٨) التقشف: ورع الورع. تمت شرح أزهار ج/١ - ص ١٧٤ - الطبعة الأولى.