نجوم الأنظار وتخريجه مواهب الغفار،

عبدالله بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

باب والحج

صفحة 360 - الجزء 1

  الخامس: الرمي، فإذا أتى منى لزمه الرمي إجماعا لفعله ÷ [١٠٩]، وقد قال «خذوا» الخبر.

  (الإمام) ووقته بعد طلوع الشمس يوم النحر لقوله ÷ «لا ترموا حتى تطلع الشمس» [١١٠] ونحوه، ولا يجزي في أول الليل إجماعا، (العترة ثم أبو حنيفة وأصحابه والثوري والنخعي) ولا في النصف الأخير لما مر⁣(⁣١)، (الإمام) إلا النساء فخصصه أمره ÷ لأم سلمة [١١١]، ونحوه [١١٢]، (الإمام) ولا يجزي بغير الحصى لقوله ÷ «بمثل هذا فارموا» مشيرا إلى الحصى.


  الخامس الرمي

  قوله: الفعله ÷ روي أن النبي ÷ رمى جمرة العقبة وقال: «خذوا عني مناسككم»، وعن أم سلمة رأيت رسول الله ÷ يرمي الجمرة من بطن الوادي وهو راكب يكبر مع كل حصاة - وروى سليمان بن الأحوص عن امه أنها قالت: رأيت رسول الله ÷ يرمي الجمرة من بطن الوادي وهو راكب يكبر مع كل حصاة - وروي عن النبي ÷ انه رمى جمرة العقبة مستدبر القبلة - روى هذه الأخبار في الشفاء، وفي حديث جابر وغيره أن النبي ÷ أتى جمرة العقبة فرماها بسبع حصيات يهلل ويكبر وانه قطع التلبية مع أول حصاة يرميها - هكذا لفظ الأصول، وفي رواية عن جابر: قال رمى النبي ÷ الجمرة يوم النحر ضحى وأما بعده فإذا زالت الشمس - أخرجه أحمد وابوداود والنسائي والترمذي وابن ماجة وبخاري [تعليقا]⁣(⁣٢) ومسلم، وعن علي # عن رسول الله ÷ قال: «أيام الرمي يوم النحر وهو اليوم العاشر يرمي فيه جمرة العقبة بعد طلوع الشمس بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ولا يرمي يومئذ من الجمار غيرها؛ وثلاثة أيام بعد يوم النحر يوم حادي عشر ويوم ثاني عشر ويوم ثالث عشر يرمي فيهن الجمار الثلاث بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ويقف عند الجمرتين الأولتين ولا يقف عند جمرة العقبة» رواه في المجموع، وهو هكذا في المجموع الحديثي مرفوعا إلى رسول الله ÷ ولدينا أربع نسخ بحثت فيهن فوجدته هكذا مرفوعا وهو لي سماع، وفي المجموع الفقهي والأصول والشفاء موقوفٌ على أمير المؤمنين # وهم لي سماع والحمد لله.

  قوله: لقوله ÷ «لا ترموا الخ عن ابن عباس أن النبي ÷ قال: «لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس» رواه في الأصول والشفاء، وأخرجه أحمد والنسائي وابوداود وابن ماجة والترمذي وصححه، والطحاوي وابن حبان وصححه، وحسنه ابن حجر في الفتح وله طرق واللفظ للأصول.

  قوله: ونحوه يعني حديث علي وجابر المتقدمين.

  قوله: أمره ÷ لأم سلمة عن عروة أن النبي ÷ أمر أم سلمة ليلة جمع أن تفيض فرمت جمرة العقبة وصلت، وفي لفظ أرسل ÷ أم سلمة يوم النحر فرمت قبل الفجر - هكذا في الشفاء والحديث في الأصول، وأخرجه عن عائشة ابوداود والحاكم والبيهقي ورجاله رجال بخاري.

  قوله: ونحوه عن عبد الله مولى أسماء بنت أبي بكر أنها قالت ليلة جمع: هل غاب القمر؟ قلت: لا، ثم نمت ساعة ثم قالت: يا بني هل غاب القمر؟ قلت: نعم، فارتحلت وارتحلنا ثم مضينا بها حتى رمت جمرة العقبة ثم رجعت فصلت في منزلها فقلت لها: لقد غلسنا! قالت: كلا يا بني إن النبي ÷ أذن للضعن - رواه في الشفاء والأصول، واحمد وبخاري ومسلم والموطأ والنسائي واللفظ للشفاء، قال في الأصول: وعن ابن عمر أن النبي ÷ رخص في مثل ذلك، وعن الباقر # رخص رسول الله ÷ للرعاء أن يرموا ليلا وليس لهم أن يؤخروا ذلك إلى أن يصبحوا من الغد - هكذا لفظ العلوم، والراعي في اللغة: الحافظ لما تحت يده، ومنه «كلكم راع و مسئول عن رعيته»، والمراد بهم هنا النساء بدلالة ما تقدم وبما روي انه ÷ قال: «نساء قريش خير نساء أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده»، وفي المجموع عن علي # أن النبي ÷ قدم النساء والصبيان وضعفة أهله في السحر ثم أقام هو حتى وقف بعد الفجر - انتهى وفي هذا دلالة على جواز الإفاضة من جمع في السحر إلى منى للضعفة والنساء والصبيان لا الرمي إلا بعد طلوع الشمس إلا النساء لما تقدم.

  قوله: «بمثل هذا فارموا» تقدم.


(١) من قوله ÷ «لا ترموا حتى تطلع الشمس». تمت

(٢) ما بين المعكوفين من تخريج ابن بهران. تمت.