باب النجاسات
  (المهدي) وذرق البق(١) والبرغوث(٢) ونحوهما(٣) طاهر إجماعا، (ابوطالب وابوالعباس الحسني وأبو حنيفة وأصحابه) وكذا دم قصعه(٤).
  (علي بن أبي طالب(٥) وابن عباس وابن عمر وعائشة وابن أبي وقاص ثم عن أحمد والشافعي وأصحابه وأصحاب الحديث ومني الأدمي طاهر [٧]، قلت: إذا خرج وهو طاهر الفرج لما في الإنتصار عن النبي ÷ أن رجلا سأله عن المني يصيب الثوب؟ فقال: «أمطه عنك بإذخرة(٦) فإنما هو كمخاط أو بصاق» وأخرجه البيهقي وللدار قطني والطحاوي نحوه مع قوله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}[الإسراء: ٧٠](٧).
  فإن قيل: روي عن (عائشة) أنها كانت تغسل المني من ثوبه ÷ ثم يخرج إلى الصلاة، قلنا: محمول(٨) على الكراهة على أنه فعل صحابي، وذلك(٩) لحديث ابن خزيمة أن عائشة كانت تسلت المني من ثوبه ÷ بعرق الأذخر ثم يصلي فيه وتحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه [٨].
  قوله: ومني الآدمي إشارة إلى ما في الإنتصار عن النبي ÷ أن رجلا سأله عن المني يصيب الثوب فقال: «أمطه عنك باذخرة فإنما هو كمخاط أو بصاق»، ورواه في الأصول ولم يردّه بل تأوله وأصله في الزيادات، وحديث (عائشة) كنت أفرك(١٠) المني من ثوب رسول الله ÷ فيصلي فيه - اخرجه مسلم، ولفظ ابن خزيمة أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله ÷ وهو يصلي - ولابن حبان من حديث الأسود بن يزيد عن (عائشة) [قالت](١١): لقد رأيتني افرك المني من ثوب رسول الله ÷ وهو يصلي - ورجاله رجال بخاري، وحديث ابن عباس قال: سئل رسول الله ÷، عن المني يصيب الثوب؟ قال: «إنما هو بمنزلة المخاط والبزاق» وقال: «إنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو أنخرة» أخرجه الدارقطني والبيهقي من طريق إسحاق الأزرق(١٢) والطحاوي من حديث جبير بن أبي عمرة(١٣) عن (سعيد بن جبير) عن (ابن عباس)(١٤)، وأخرجه البيهقي من طريق (عطا) عن (ابن عباس) موقوفا، ولفظ مجمع الزوائد(١٥): عن (ابن عباس) لقد كنا نسلته بالاذخر والصوفة يعني المني - أخرجه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات اهـ، وأخرجه الترمذي بغير إسناد، وفي التلخيص ابن خزيمة والدر قطني والبيهقي من حديث محارب بن دثار عن (عائشة) قالت: ربما حتته من ثوب رسول الله ÷ وهو يصلي - واخرجه ابن حبان.
  قوله: فإن قيل الخ عن عمرو بن ميمون عن سلمان بن يسار قال: سالت (عائشة) عن المني يصيب الثوب فقالت: كنت اغسله من ثوب رسول الله ÷ فيخرج إلى الصلاة واثر الغسل في ثوبه بقع الماء - قال في التخريج: أخرجه الستة.
(١) وهو البعوض أي النامس. تمت.
(٢) وهو القمل. تمت.
(٣) كالكتان. تمت.
(٤) إذ ليس بسافح كالكبد اهـ بحر، فيكون طاهرا مثلها. تمت شرح بحر.
(٥) رواه عنه في شرح الأثمار والإمام عزالدين في شرح البحر والنووي في شرح مسلم. تمت. من خط المؤلف | لكن الذي ذكره الإمام عز الدين في شرح البحر منسوب إلى شرح مسلم والذي ذكره في شرح الأثمار لابن بهران منسوب إلى النووي فينظر في ما ذكره المؤلف |، وفي الغطمطم للعلامة محمد بن صالح السماوي: وذهب العترة اجمع إذ ما يروى عن علي # من خلافه فلا أصل له ووافقهم أبو حنيفة ومالك إلى نجاسته اهـ، فالأحوط غسله لقوله ÷ «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك». تمت.
(٦) أمطه يعني: أزله، والإذخرة واحدة الإذخر وهو نوع من الحشيش طيب الرائحة معروف بالحجاز. تمت تخريج ابن بهران.
(٧) ولو خلقوا من نجس لم يكن لهم تكرمة. تمت.
(٨) أي ترك غسله. تمت.
(٩) أي الحمل على الكراهة اهـ، وصواب العبارة: أن يحمل غسل عائشة للمني على الندب لحديث ابن خزيمة. تمت.
(١٠) اي: ادلك. تمت فتح غفار للرباعي.
(١١) ما بين المعكوفين من المسودة وكذلك في تخريج ابن بهران. تمت.
(١٢) قال في المنتقى إسحاق إمام مخرج له في الصحيحين فقبل رفعه وزيادته. تمت فتح غفار.
(١٣) في الجداول للمؤلف: حبيب بن أبي عمرة، وهو كذلك في تخريج ابن بهران وهو الصواب. تمت.
(١٤) مرفوعا. تمت تخريج ابن بهران.
(١٥) مجمع الزوائد للهيثمي. تمت.